31 أكتوبر 2025

تسجيل

أين تذهب تلك الأموال المفقودة؟

08 يناير 2012

في ديننا الاسلامي الحنيف لا فرق بين من يسرق جملاً كبيراً أو يسرق دجاجة صغيرة فكلاهما سارق وأيضا لا فرق بين من يسرق عمداً أو من يسرق غفلة فكلتاهما سرقة أيضا. وحتى لا يتحول المقال إلى لغز فهذا الموضوع الذي يبدو بسيطاً ولا يكاد يؤثر تكرر وما زال يتكرر معي ومع أناس كثيرين من مواطنين ومقيمين وفي أماكن مختلفة من وطننا الحبيب ولأننا نعشق هذا الوطن ولا نريد سلبية حتى لو كانت بسيطة حتى تكتمل الصورة المشرقة لقطر الحبيبة، كما نتمناها جميعاً. والموضوع انني كنت بالأمس مع ابنتي سلوى في طوارئ عيادة الدوحة ومضى وقت طويل ونحن ننتظر نتيجة تحاليل طلبها منا الطبيب، واحتاجت ابنتي إلى ماء وعصير فتوجهت إلى الماكينات المخصصة لبيع تلك الأشياء وفعلا وضعت ابنتي مبلغ خمسة ريالات في المكان المخصص للنقود وضغطت على ما تريد وانتظرت لكي تحصل على الماء والعصير ولكنها لم تحصل على ما تريد، حاولت مرة أخرى دون فائدة، حاولت أن أساعدها ولكن دون جدوى، ضربت على الماكينة ربما احصل على شيء لكن لا شيء، استدعيت رجل الأمن للمساعدة أشار لي أن اطلب رقماً موجوداً بجوار الماكينة، وفعلا طلبت الرقم ولم يستجب أحد في البداية، كررت الطلب مرات عديدة، إلى أن رد على شخص سردت عليه الحكاية فقال لي انتظري قليلاً فسوف يصلك فني سيقوم بعمل اللازم، وفعلا انتظرت، مرت خمس دقائق ولم يأت أحد اتصلت مرة أخرى ولم يرد عليّ أحد وبعد ربع ساعة اتصل بي نفس الشخص الذي حدثته تليفونيا وسألني هل أتى أحد؟ وأجبت بالنفي فاعتذر وقال انه سيصل الفني حالاً، وبطبيعة الحال لم يصل أحد وأخذت نتيجة تحاليل ابنتي وتركت الماكينة وعدت إلى المنزل مع العلم أني بقيت في المستشفى من الساعة الثالثة وحتى الساعة السادسة مساء في انتظار نتيجة تحاليل ابنتي، والى ذلك الوقت لم يأت أحد، ولم احصل على شيء إلا مضيعة الوقت وضغط الأعصاب، حتى ان ابنتي ضجرت من هذا وقالت لي دعينا نذهب انها مجرد خمسة ريالات فقط. وبالطبع أنا لست غاضبة على الـ "خمسة ريالات" ولكن على ذلك السلوك الغريب والاستهتار بالوقت ومال المواطنين، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ كم مرة تتكرر في اليوم الواحد نفس المشكلة، ومع نماذج مختلفة من الأشخاص منهم من تمثل الـ "خمسة ريالات" له شيئاً مهماً، والوقت الذي ضاع في انتظار فني في اغلب الأحيان لا يأتي.. من المسؤول عن تعويضه. أليس الوقت من ذهب! فكيف الاستهتار بوقت البشر إلى هذا الحد ومن المسؤول عن ذلك الاستهتار؟!.. وأين تذهب تلك الأموال المفقوده؟؟ ومن المستفيد منها؟؟ وما ذنب المواطن في ذلك وهل من الصعب تفادي مثل تلك المشاكل؟ بان يكون هناك شخص معه مفتاح يتم اللجوء إليه في هذه الأحوال التي تتكرر بشكل يومي بحيث يقوم بفتح الماكينة واسترجاع النقود أو إعطاء المنتج للمواطن على سبيل المثال، وبذلك يوفر على المواطن الوقت والمال الضائع والعصبية التي يتعرض لها من جراء هذه المواقف التي لا ذنب له في حدوثها. أو أن نجد عبارة مكتوباً عليها بخط واضح "الماكينة فيها عطل فني"، كما نجد تلك العبارة على ماكينات الصراف الآلي.. وبذلك نتجنب تلك الماكينة ونبحث عن أخرى، خصوصاً أن أعطال الماكينات زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة في الشركات وفي الهيئات الحكومية وبطبيعة الحال في المستشفيات التي نجدها بكثرة هناك. ومع ذلك لا نجد رقيباً أو حسيباً أو أحداً مسؤولاً نتوجه إليه مباشرة في تلك الأحوال توفيرا للوقت والمال، خصوصاً أننا في وطننا الحبيب قطر الدولة التي تهتم بكل كبيرة وصغيرة تتعلق بشؤون مواطنيها أو اي مقيم على أرضها، وأخيراً إن مثل تلك السلبيات البسيطة يجب ألا تحدث في ذلك المناخ الذي نعيشه الآن في قطر، حيث التقدم والرقي في كل شيء، والرعاية الكاملة للمواطن وحقوقه في كل شيء، فلماذا نترك تلك الأشياء الصغيرة الناتجة عن إهمال مسؤول أو غيره تعكر من صفو المواطن وتبدد وقته وماله، مع العلم أن التكنولوجيا وجدت للتيسير والتسهيل وفي خدمة المواطن وليس لضرره وسلامتكم. [email protected]