15 سبتمبر 2025
تسجيلغرد أحد الآباء عبر "تويتر - Twitter" عن استغرابه لرفض جهة عمله منحه إجازة لمرافقة طفله المريض في المستشفى - نسأل الله له الشفاء - وكان سبب الرفض أن إجازة مرافقة الطفل المريض تُمنح للموظفة الأم فقط ولا تُمنح للأب. سنتناول في هذا المقال توضيح إجازة مرافقة الطفل المريض في القانون، والهدف منها، وإشكالية قصورها في الواقع العملي، وإمكانية معالجتها. نصت المادة (٨٨) من اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية المدنية رقم (١٥) لسنة ٢٠١٦ على أن تمنح الموظفة القطرية إجازة لمرافقة طفلها المريض أثناء إقامته للعلاج بأحد المستشفيات العامة أو الخاصة داخل الدولة، وذلك في الحالات التي تستدعي ذلك، بناءً على تقرير من المستشفى معتمد من الجهة الطبية المختصة. وتبدو الإشكالية في اقتصار منح هذه الإجازة على الأم فقط دون الأب أنها لا تُلبي الهدف منها. فالهدف من هذه الإجازة هو مرافقة الطفل وملازمته من شخص قريب منه اذا استدعت حالته الصحية ذلك مراعاةً لصغر سنه بما يُشعره بالطمأنينة التي تنعكس على صحته النفسية في مثل هذه الظروف التي تصعب حتى على الكبار. وربما اقتصر النص على هذه الإجازة على الأم فقط نظراً لارتباط الطفل بالأم وقربها منه في أغلب الأحيان، إلا أنه غفل عن بعض الحالات والفرضيات التي قد لا تتواجد فيها الأم، وبذلك يُهدر هذا النص ولا يتحقق الهدف المقصود من هذه الإجازة للطفل. على سبيل المثال، كأن تمنع ظروف الأم من مرافقة طفلها كحالتها الصحية مثلاً أو سفرها لظرف ما، أو يختار الطفل مرافقة والده، وربما كانت الحضانة مقررة أصلاً للأب. وماذا لو ذهبنا لأبعد من ذلك؟ وافترضنا غياب الأب والأم معاً؟ أو أن تكون حضانة الطفل عند أحد أقاربه؟ والعديد من الأسباب التي تجعل هذه الإجازة بلا جدوى وتحرم الطفل من هذا الحق. جميع هذه الفرضيات والتساؤلات يجيب عليها أن أساس وهدف هذه الإجازة هو مرافقة الطفل ورعايته. فهي حق مقرر للطفل نفسه ليس للأم أو غيرها، ولذلك فهي لا تُمنح إلا إذا استدعت الحالة الصحية للطفل ذلك بناءً على تقرير من الجهة الطبية المختصة. ولذلك يجب ألا تقتصر على الأم فقط، وإنما يجب أن تكون مقررة لمصلحة الطفل بأن تُمنح لأي من الوالدين أو لمن يتولى حضانته أو رعايته في حال غيابهما. وتشترط اللائحة التنفيذية لمنح هذه الإجازة أن يقيم الطفل في المستشفى للعلاج، ولعل مثل هذه الإجازة يجب أن تكون مرتبطة بحالة الطفل الصحية وتمنح حتى وإن اقتصر مرضه على بقائه في المنزل طالما أن الهدف منها يتحقق هنا أيضاً بحاجته للرعاية. ولحل هذه الإشكالية يقتضي أن تُمنح هذه الإجازة في الأصل للأب أو الأم ويُترك لهما تحديد من يحصل عليها حسب ظروفهما الوظيفية أو العائلية، ثم تحديد حالات وشروط منح هذه الإجازة لمن يتولى حضانة الطفل في حال غياب الوالدين، بشكل يحقق الهدف من هذه الإجازة ويحفظ حق الطفل في الرعاية. ماجستير في القانون Alibinkhalil