06 أكتوبر 2025
تسجيلبعض المسؤولين إذا تولى مسؤولية، عمل كمدير إدارة، أو رئاسة قسم، أو أي عمل يتصف بأن يكون هو المسؤول فيه، تجده يتعامل مع الموظفين وكأنهم يعملون عنده أو عبيد - والعياذ بالله - له، ولا يفرق بين الخدم في منزله والموظفين الذين هم معينون من قبل الدولة أو المؤسسة للعمل تحت إدارته ويعاملهم بكل تكبر ونفس عالية، فلا يعرف فن الإدارة ولا المعاملة الحسنة، وإنما يخلط الحابل بالنابل دون احترام، أو مراعاة لشعور الآخرين، فنجده لأي سبب يصرخ ويزمجر في وجوه الموظفين، وكأنه أسد فلا يستطيعون الكلام معه، ولا بأية وسيلة، ويفرحون باليوم الذي يغيب فيه. مثل هذا المسؤول يعتقد بأنه حريص جداً على العمل وهو يعطي على حساب نفسه وصحته، ولكن نقول له إنك لا تعرف شيئاً عن فن الإدارة، فليس المطلوب حين تجد خطأ أن تصرخ، وتقلب الدنيا، فلديك القوانين والصلاحيات، وتحتاج منك فقط لتطبيقها بهدوء وراحة بال دون ضرر أو ضرار، دون أن تضر أحداً، فلا يعقل أن تهين أو تقبح بشتى الأساليب السيئة، فكان يمكن أن تتحاور بأسلوب علمي عقلاني تنبهه إلى خطورة الأمر، وأنت مرتاح ومن يستمع إليك سيتقبل وتنتهي الإشكالية. أما أن يعتقد المسؤول بأن هؤلاء الموظفين إنما هم يشتغلون عنده فهنا الكارثة التي يمكن أن تؤدي إلى تصادم غير محمودة عواقبه. مثل هؤلاء المسؤولين تراهم في عملهم الرسمي وكأنهم في أعمال خاصة بهم، فجميع أمورهم الشخصية ينهونها في العمل، ولا يجعلون من وقت العمل إلا دقائق قليلة هي تلك التي يزمجرون ويصرخون بها في أوجه الموظفين، وإذا جاء وقت يريد أن يضحك أو يتسلى جمع شلته في ما تسمى باجتماعات!، ليضيع الوقت، ويبعد عن المراجعين وعن من لم ينضموا إلى زمرته من الموظفين المخلصين ويبدأ بمحاربتهم والتصيد لأخطائهم ويرفع لديه المرتزقة وضعاف النفوس وبعض الذين يقبلون بأن يصبحوا خدماً ويضمنوا استمرارهم في العمل، وكذلك حتى يحصلوا على ترقيات وبعض المكاسب الزائلة، ولا يعلمون أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق وبيده كل شيء. فبالنظر إلى بعض من حولنا من المسؤولين المتسلقين على ظهور الآخرين فسنراهم أولئك الذين كانوا يتجمعون حول أمثال ذلك المدير أو المسؤول الكبير ويفعلون ما يريد ووصلوا بسرعة وأصبحوا مسؤولين. ومثل هذا الأمر ينطبق على فئات المجتمع المختلفة، أقصد رجالاً ونساء، فمثل هذه الظاهرة أصبحت تضم البعض من مديرات المدارس أو المسؤولات في بعض الإدارات المختلفة، فالبعض منهن يعتبرن أن الإدارة هي بيتها ويحق لها أن تفعل ما تشاء وأن هؤلاء الموظفات هن عبيدات عندها وبكلمة واحدة أو جرة قلم يمكنها أن تزيلهن كما يصور لها عقلها الناقص!. وبكل فخر يجب ألا ننسى كذلك بكل تقدير واحترام المسؤولين والمسؤولات الذين يؤدون عملهم على أكمل وجه، ويتقون الله فيه بكل ذمة وإخلاص، ولله الحمد هم أكثر من أولئك الصاعدين على أكتاف الآخرين. فلنحرص على التمسك بما يمليه علينا ديننا الحنيف في هذا المجال، واعتبار أن العمل هو جزء من العبادة وأن يطبق حديث رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". [email protected]