11 سبتمبر 2025
تسجيلفي الشرق القديم، قلق عظيم، وتوتر واسع، وفوضى أمنية وسياسية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، وفي معارك الشرق الدائرة بشراسة حاليا تتعلق ملفات المستقبل، وتتطاحن مختلف الرؤى والتصورات والعقائد، وتطور الثورة السورية وتعقد ملفاتها بعد تدويلها وتحولها لتدخل إقليمي ودولي واسع يهدد بعولمة الحرب الكونية فيها بعد التدخل العدواني الإيراني ومن ثم الإرهابي الروسي بات يفرض أجندات ومخططات كانت مخفية في زوايا العتمة الاستخبارية، قبل أن تقرر الأحداث بروزها من جديد وبشكل لم يكن بحلم به أشد كتاب السيناريوهات الهوليوودية تشاؤما! المنطقة تعيش اليوم في قلب البركان الذي تهدد حممه باجتياح شامل لها وبما يرسم خرائط جديدة وأوضاع انفجارية ستصيب برذاذها البعيد قبل القريب. والتحركات القائمة حاليا لا تبشر بخير، فالروس قد دخلوا بثقلهم في أتون الصراع وبشكل متحالف مع إيران وميليشياتها في المنطقة، وهي ميليشيات لم تعد تطالب بالمشاركة القتالية فقط، بل تعدت الخطوط وأضحت تطالب بالسلطة كما هو الحال في العراق وحيث تحول حيدر العبادي لمجرد ناظر بائس في مدرسة الميليشيات المتضخمة والتي هي واقعيا مؤسسة الحرس الثوري العراقي وهي حصيلة ثلاثة عقود من التعبئة والتجنيد الإيراني إستعدادا لليوم الموعود!، وإيران التي تستنزف اليوم بشدة رجالا ومالا في معارك سوريا واليمن تعلم جيدا بأن الساحة العراقية التي أصبحت موطئة لهم بالكامل هي القاعدة المركزية للعمليات، لذلك كان حرصها شديدا على تشديد وتعميق التواجد في العراق وإرسال مئات الآلاف من عناصرها المدربة تحت ستار الزيارات الدينية كما حصل مؤخرا، ثم أتبع ذلك بإعلان عسكري واضح عن تبعية العراق التاريخية الموروثة لإيران كما أكد أحد قادة الجيش الإيراني (عطا الله صالحي)! وهي تصريحات مؤذية لم تعلق عليها حكومة العراق الإيرانية أصلا!! لكونها من البديهيات؟ الإيرانيون ووفقا لمعلومات معروفة يضعون الكويت في قائمة أولوياتهم وهو ما أشار إليه رئيس البرلمان الإيراني لاريجاني سابقا بشكل واضح، وما أكدته حقائق تعيينهم للإرهابي أبو مهدي المهندس المحكوم بالإعدام غيابيا في الكويت عام 1984 كنائب لقائد العام للحشد الشيعي وحيث أخذ يطلق تصريحاته العدوانية ضد الجميع وهو يقصد الكويت قطعا فله معها أحقاد وثارات لن تنتهي!، خصوصا وإن الميليشيات التي يقودها كالعصائب وكتائب حزب الله وغيرها من المسميات الطائفية سبق لها وأن إعتدت على الحدود الكويتية وأطلقت صواريخها على ميناء مبارك وجزيرة بوبيان وهي تتوعد، الميليشيات الطائفية الشيعية العراقية هي الفاعل الأكبر في عراق اليوم، فحيدر العبادي مجرد قيادة طارئة لمرحلة إنتقالية لن تطول يراد لها تأسيس دولة ونظام الولي الفقيه في العراق وفقا للمواصفات الإيرانية، والعبادي هو رجل ضعيف وقيادي ثانوي في حزب الدعوة العميل، بل إن السيد عزة الشاهبندر وهو قيادي دعوي سابق سبق أن وصف العبادي بكونه (أغبى) عنصر من عناصر حزب الدعوة!!، أي أن دولة الميليشيات هي القائمة فعليا في العراق، وهي التي تسيطر على مجريات الصراع الداخلي وأدواته، وكل سيناريوهات التحرك وإدارة الأزمات تصاغ من غرفة قيادة الحرس الثوري المركزية في طهران، ومع دخول نصف مليون إيراني للعراق بطريقة القرصنة المفضوحة يتبين أن العراق قد تحول لساحة مستباحة للجيوش الإيرانية المستعدة للدفاع عن خط الدفاع الأول والأخير عن تخوم طهران وهو (بغداد) التي ستشهد إنقلابا حرسيا يعمل الأمريكيون لإفشاله من خلال إدخالهم لقوات النخبة التي لن تتردد عن الصدام المسلح مع الميليشيات التي دخلت وتسلطت أمام عيون مخابراتها، الإيرانيون لن يترددوا أبداً عن توسيع مخارج الأزمة من خلال إحداث نقلة تعبوية سريعة في العمق الكويتي تشكل مدخلا فظيعا لخلط أوراق الصراع الإقليمي المتضخمة، سيناريوهات الكارثة بدأت بالتنفيذ التدريجي، وثمة تشابه كبير بين أوضاع الكويت السياسية عام 1990 والأوضاع الحالية من حيث التوتر الحكومي مع التيارات الوطنية المعارضة!. كل الملفات مفتوحة، وكل الاحتمالات محتملة، واجتياح الحرس الثوري الإيراني بنسخته العراقية للكويت أمر محتمل للغاية!!. نسأل الله أن يحفظ أمن شعوب المنطقة! إنه الوضع الأصعب والأعقد في تاريخ الخليج العربي المعاصر.