12 نوفمبر 2025
تسجيلمن يتجول في شوارع الدوحة وأسواقها عليه أن يقف طويلاً أمام ما يراه من خروج سافر عن كل التزام جميل كنا نعيشه وبتنا نشكو ضياعه ويشكو هو اعوجاج طريقه وضلاله عنا!.. خسارة اننا في الوقت الذي نسمع ونرى الآلاف من الغربيين يتعرفون على إسلامنا ويدخل العشرات يومياً في الدين الإسلامي ويرونه الملاذ الآمن الذي آواهم بعد ضياع وجهل وتنازع أديان ترميهم ذات الشمال وذات اليمين نرى بيننا من يلوذ بتفاهة الغرب وتقاليده التي لم يأت الله بها من سلطان!.. خسارة أن أرى طفلا بريطانيا يجمع التبرعات من شوارع ومقاهي وأرصفة لندن لأجل شعب غزة ويجمع مصروفه اليومي لأجل غزة التي تتلوى تحت لهيب الحصار الإسرائيلي ويؤمن بقضيتنا الأبدية في الوقت الذي يتطلع المراهقون العرب للاحتفال برأس السنة (فما دام الوالد الله يحفظه موجود والوالدة ما تقصر فلا يمكن لأحد أن يسأل ولده لم المال الذي يطلبه وأي احتفال هذا ولأجل ماذا وعمار عمار يا تربية)!!.. خسارة أن تكون هذه التفاهة بيننا بينما غيرنا يبحث عن الجدية.. أتحدث اليوم عن كل هذه التناقضات المريعة وأنا أشاهد واجهات المحلات والأسواق تطلق دعاياتها المبكرة لاستقبال أواخر شهر ديسمبر الحالي لما يسمى بـ (الكريسماس) الذي تبدو الأيام تسارع نفسها لبلوغه وكأنها تتآمر سراً ضد الذين يرون من هذه البدعة عيداً يلتزم محبوه بتبادل التهاني والأمنيات الطيبة ببلوغ السنة الجديدة وهم بألف خير مع محبيهم سنوياً!.. أتحدث وأنا أحاول جاهدة أن أحصي عدد (الأعياد) المختلقة بيننا ونعدها مناسبات مؤرخة تلقى منا كل الاهتمام والحرص على إقامتها وكأن المسألة أصبحت على التنافس في إنشاء هذه (التفاهات) وجر العقول الصغيرة والمراهقة لمزاولة غيها وبنود الضلال فيها!.. فبعد جنون رأس السنة سيأتي عيد الحب أو (الفالنتاين) وسيعقبه عيد الأم وبعده الهالوين وأعياد الكريسماس وجنون رأس السنة وهكذا هي الدائرة تدور طبعاً هذا في حال عدم ابتداعنا عيداً للشجرة وآخر للنملة وما خفي بينهم كان أكبر وأعظم!..ما الذي يحدث في الدوحة؟!!.. دعوني أصيغها بطريقة ثانية وهي (جرى إيه يا بلد)؟!!.. جرى إيه لتتنامى هذه الأعياد المبتدعة ويخفت ضوء أعيادنا الحقيقية؟..جرى إيه لينقلب الحال إلى ما كنه نظنه محالاً؟!.. فليست ما تسمى بالأعياد هي ما أتكلم عنه فقط فحديثي يطول وهو ذو شجون والله!!..فما أصبحنا نراه صار فوق مستوى الاستيعاب الشخصي لي ومثلي الكثير بلا شك!..جرى إيه يا بلد وأنا أرى شبابنا ينسلخ من جلده الخشن ويحشر نفسه في ثياب أنثوية ضيقة وفتيات مثلي يعاندن أنوثتهن ويتشحن بجلاليب الرجال؟!.. ما الذي يدعو الأجانب على أرضنا للمشي بحرية عراة على شواطئنا وفي المجمعات التجارية دون حسيب أو رقيب مع عدم فاعلية خدمة (العضيد) بصراحة؟!.. وما الذي يجعل مناهج المدارس المستقلة هشة ومليئة بالمغالطات وعيوبها أكبر بكثير من مميزاتها؟!.. ما الذي جعل جامعة قطر تعج بالقوانين التي لم ينزل الله بها من سلطان (وافتكرت متأخرة) إن على طلبتها أن يكونوا نوابغ في الإنجليزي فاخترعت وجوهاً تعجيزية (للتوفل) تجعل من الطلبة (عاطلين وينتظرون فرصة الاجتياز من منازلهم) وبالرغم من ذلك فلا نسمع غير المديح ولغة الفخر على لسان مسؤوليها بينما مدافع الشكاوى لا تزال تؤذن في مالطا؟!!..بالله عليكم ما الذي حدث لتهجر الحشمة زوايا هذا المجتمع بعد أن كانت زواياه قبل واجهاته تفخر بنظافتها من الغبار والسوس الذي ينخر في هياكلها؟!.. من هو المسؤول وراء (العولمة المرفوضة) التي باتت تتعملق وسط تقازم إجباري للقيم والعادات؟!!.. هل أمنيتنا بالعودة للمثالية البسيطة أمنية صعبة المنال أم انها تندرج تحت بنود المستحيلات العشرة؟!.. من الذي يقف وراء بعض مظاهر التفتح غير المحمود ويدفعه قسراً للحداثة المذمومة؟!.. هل أبدو لكم (رجعية ومتخلفة) ويتطاير الغبار القديم من سطوري وأنا أقول وأناشدكم دخيل الله أعيدوني إلى زمن الحياء.. حيث تسقط عينا الفتاة إلى الأرض خجلاً وأدباً حين يدنو منها ظل رجل ويغض الأخير بصره حينما تجبره قدماه على المضي بين عباءات سوداء مسدلة؟!.. بل أين هي تلك العباءات أساساً إن كنت أسمع عنها ولا أراها بعد غزو مهرجان الألوان وأشكال (التخصير) لها؟!.. قلت لكم حديثي ذو شجون وأكاد أجزم بان بعضكم يتثاءب الآن!.. من حقه ذلك فما قيل هو من أيام الأبيض والأسود وهو بالطبع لا يمكن أن يتلون تحت جلباب من يريد (مسخنا وسلخنا)!! فاصلة أخيرة: حبيبتي..اسمعيني..فلم يكن حديثي قسوة ولكنه رأفة من قسوة قادمة تدعى هدر الأخلاق.. فهي تبدو في أولها معسولة وتنتهي مسمومة!.. أحبكِ يا قطر..أحبكِ يا قطر!