19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما أعلن البغدادي عن قيام ما سمّاها بدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام - والتي تم التعارف على اختصار اسمها بداعش - توقّع بعض البسطاء من المسلمين أن يسعى هذا الرجل إلى توحيد كلمة المسلمين وحقن دمائهم. وبحسب زعمه أنه سيدافع عن أهل السنة، ضد اعتداءات النظام السوري، والنظام الطائفي في العراق، وحلفاءهم من الميليشيا الإيرانية وحزب الله. إلا أن ممارسات أتباع " داعش " على أرض الواقع تدل على خلاف تلك الادعات المزعومة. فداعش هم من أكثر من أثار الفتنة والشقاق بين أهل السنة في سورية، والعديد من قيادات الجيش الحر وفصائل الثورة تم اغتيالهم على يد أتباع داعش، خاصة بالعمليات الانتحارية. ولطالما أفشلت داعش العديد من خطط الجيش الحر في تحرير مناطق يسيطر عليها النظام السوري، بسبب طعن فصائل الثورة من وراء ظهرهم بعمليات عسكرية مفاجئة. مما دفع تلك الفصائل إلى تغيير خططها للدفاع عن نفسها، بدلا من مهاجمة قوات النظام السوري. وفي العراق عانى الشعب العراقي من ويلات أتباع ما يُسمى بالدولة الإسلامية. فمن تطبيق الحدود (قطع الرؤوس والأيادي، والرجم، والإلقاء من البنايات العالية) دون الأخذ بالاعتبار الأوضاع التي تعيشها بلادهم. إلى اقتحام المناطق التي يسيطر عليها أهل السنة واحتلالها، والقيام بتجريدهم من أسلحتهم، ثم الفرار منها مع تقدم القوات العراقية، والمصحوبة بالميليشيا الطائفية من أمثال " الحشد الشعبي " ليتركوا السكان العزل تحت رحمة الطائفيين، والذين يقومون بالانتقام منهم بالتعذيب والقتل بحجة أن هؤلاء من أتباع داعش أو أنهم من أحفاد قتلة الحسين!! إن من أدل المواقف التي تجعلك لا تشك بعمالة البغدادي لإيران، أو في أقل تقدير تبادله المصالح معهم على حساب أهل السنة. هي التصريحات الأخيرة التي أطلقها البغدادي، والتي احتوت تهديدات تطال المملكة العربية السعودية وتركيا. ومطالبة أتباعه ببدأ غزو تركيا - الكافرة حسب زعمه - والتي يعتبرها موالية للغرب، وتحويل أمنها فزعا!! ودعوته إلى سرعة المبادرة في قتل رجال الشرطة والجيش والعساكر، والأمراء والوزراء في المملكة العربية السعودية!! الكل يعلم الدور الكبير الذي تقوم به تركيا في دعم الثورة السورية، والتي تعتبر شريان الحياة للشعب السوري وثورته، ومع ذلك يريد البغدادي قطع ذلك الشريان!! العجيب في الأمر أن البغدادي والذي يزعم حمايته لأهل السنة، لم يطلب من أتباعه القيام بأي عمليات ضد الدول التي أعلنت حربها على داعش، خاصة تلك التي يقاتل جنودها على أرض العراق والشام، كأمريكا وروسيا وإيران، والأخيرة هي من أكثر الدول تدخّلا في سورية والعراق بناء على حقد ونزعات طائفية. الصمت عن إيران في خطاب البغدادي الأخير جعل الناس يتساءلون إن كان ذلك الخطاب قد تم تسجيله في طهران؟ ومما أثار الشكوك في خطاب التحريض ضد تركيا أنه جاء بعد يومٍ واحد من مطالبة الخارجية الأمريكية لعائلات الدبلوماسيين الأمريكان في تركيا إلى توخّي الحذر ومغادرة تركيا!! فهل نسّق البغدادي خطابه مع الخارجية الأمريكية؟ من محاسن الخطاب الأخير أنه أزال الغشاوة عن أبصار العديد ممن كانوا يظنّون في البغدادي خيرًا. وأما الذين ما زالوا يدافعون عنه وعن فكره فنسأل الله تعالى أن يهديهم إلى سواء السبيل، وأن يكفي الله تعالى المسلمين من شرورهم.