14 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا تقول الشجرة..؟!

07 نوفمبر 2015

خرج النعمان بن المنذر ملك الحيرة ذات يوم للصيد ومعه الشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي.. فَمَرَّا على شجرة في الطريق فقال عدي: أيها الملك، أتدري ما تقول هذه الشجرة..؟ قال: لا.. فقال عدي إنها تقول:مَن رآنا فَلْيُحَدِّثْ نَفْسَهُأَنَّهُ مُوفٍ على قُربِ زَوَالْفَصروفُ الدهرِ لا تَبْقَى لهاولما تَأْتي بِهِ صُمُّ الجِبالْرُبَّ رَكْبٍ قد أَناخوا حَوْلَنَايَشربونَ الخَمْرَ بالماءِ الزُّلالْوالأَباريقُ عليها قُدُمٌوجِيادُ الخَيلِ تَردِي في الجِلالْعُمِّروا دَهراً بعيشٍ حَسَنٍآمِني دَهْرَ هُمو غَيْرَ عَجَالْثم أَضْحَوا عَصَفَ الدَّهْرُ بهموكذاكَ الدَّهْرُ يُودي بالرِّجالْوكذاكَ الدَّهْرُ يَرمي بالفَتَىفي طِلابِ العَيشِ حالاً بعد حَالْوفي هذا الباب أنشد أبو الحسن الهادي للخليفة المتوكل كما ذكر ابن خلكان:باتُوا على قُلَلِ الأجيالِ تَحْرُسُهمغُلْبُ الرِّجالِ فما أَغْنَتْهَم القُلَلُواسْتُنْزِلوا بعد عِزٍّ من مَعَاقِلِهموأُوْدِعوا حُفَراً يا بِئسَ ما نَزَلُوانَاداهمو صارِخٌ من بعد ما قُبِرواأَيْنَ الأَسِرَّةُ والتِّيْجانُ والحُلَلُقد طالما أَكَلوا دَهراً وما شَربوافأَصبحوا بعد ذاكَ الأَكلِ قد أُكِلواوللأعشى الشاعر الجاهلي أبيات في هذا الباب منها:وَمَرُّ اللَّيالي كُلَّ وقتٍ وساعَةٍيُزَعْزِعْنَ مُلكاً أَوْ يُباعِدْنَ دانياوَرَدْنَ على داودَ حتى أبَدْنَهُوكان يُغادِي العَيشَ أَخْضَرَ صافيافَلَو كانَ شيءٌ خالدٌ غيرُ رَبِّنالَكَانَ لَهَا من سَائِرِ النَّاسِ وَالياوجاء في قلائد العقيان:أَيْنَ المُلوكُ ومَنْ بالأَرْضِ قَدْ عَمَرواقد فَارَقُوا ما بَنَوا فيها وما عَمَرواأَيْنَ العَسَاكِرُ ما رَدَّتْ وما نَفَعَتْوأَيْنَ ما جَمَعوا فيها وما ادَّخَرواأَتَاهُمو أَمْرُ رَبِّ العَرشِ في عَجَلٍلم يُنجِهم منهُ لا مَالٌ ولا وَزَرُومن هذا القبيل قول الشاعر الجاهلي الأسود بن يعفر النهشلي:أَيْنَ الذينَ بَنَوا فَطَالَ بِنَاؤُهموَتَمَتَّعوا بالأَهلِ والأَولادِفإذا النَّعيمُ وكُلُّ ما يُلْهى بِهِيَوْماً يَصيرُ إلى بِلى ونَفَادِوسلامتكم،،