11 سبتمبر 2025
تسجيلأردت اليوم أن أشرك معي القارئ الكريم اليوم في قراءة ما خطه قلم الناشط الحقوقي المصري المشهور الدكتور سعد الدين إبراهيم في مقال نشرته صحيفة (المصري اليوم) المستقلة بتاريخ 31 أكتوبر الجاري بعنوان رسالة الخمسة والسبعين في المائة الذين خذلوا السيسي، وقف فيه بالتحليل والملاحظة عند نتائج دورة الإعادة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصري الأخيرة. وتحديدا عند المشاركة الشعبية المتدنية في هذه الانتخابات بالمقارنة مع الانتخابات والاستفتاءات التي أجريت في مصر خلال الأربع سنوات الأخيرة، رغم مناشدة الرئيس السيسي للشعب المصري بأن يحرص على المشاركة لأهمية البرلمان الذي سينتج عن هذه الانتخابات. فالبرلمان القادم، وطبقا لدستور 2014، يتمتع بسلطات تشريعية كبيرة، إذ سيكون شريكا للرئاسة في التشريع والرقابة، بالإضافة إلى سلطة حجب الثقة عن مجلس الوزراء، وإقرار المعاهدات والاتفاقيات الخارجية، ولكن استجابة الناخب المصري كانت ضعيفة، وهنا يطرح الدكتور أسئلة على الرئيس السيسي، يراها ضرورية وتستحق الإجابة، منها: 1: لماذا استجاب ثلاثون مليون مواطن مصري بالخروج في مظاهرة الثلاثين من يونيو من عام 2012، ولم يستجيبوا لك هذه المرة رغم إلحاحك الشديد عليهم للخروج والتصويت.2: لماذا غاب الشباب المصري من المشهد كمرشحين وكمقترعين، وهل لذلك الاختفاء صلة بمطاردة الدولة العميقة لهم وحجز بعض قادتهم في السجون دون محاكمات.3: أليس من الغريب أن يحرص مائة ألف مواطن مصري من مشجعي النادي الأهلي على مشاهدة تمرين النادي في ميدان على بعد خطوات من مركز الاقتراع ولا يحرص شخص واحد منهم على الحضور والإدلاء بصوته في المركز الانتخابي المجاور.4: خيبة المشاركة الشعبية الضعيفة لن تحسب على الرئيس السيسي وحده، إنما ستكون خيبة مشتركة بين الأحزاب المصرية جميعا، الجديدة منها، مثل حزب المصريين الأحرار، وحزب الدستور وحزب المحافظين، والقديمة منها مثل حزب الوفد، مضافا إليها حزب النور السلفي الذي يعتبر نفسه الوريث لجماعة الإخوان المسلمين وللسلفيين عموما.ويقدم الدكتور سعد الدين إبراهيم تفسيره وتعليله الخاص لانخفاض المشاركة الشعبية في الانتخابات، ويعزى الأمر في غرابة وحداثة النظام الانتحابي الذي طبق للمرة الأولى في هذه الانتخابات. ويقول إن المواطن المصري لم يتعود في الماضي التصويت ببطاقتين: بطاقة للفردي، وبطاقة ثانية للقوائم، التي تضم أكثر من حزب لا يعرف الناخب عنها شيئا، بالإضافة إلى اتساع الدوائر الانتخابية بصورة تفوق قدرة أي مرشح على تغطية الدائرة في الدعاية في مراحل الدعاية والتواصل مع القيادات المحلية والتحدث مع الناخبين.