12 سبتمبر 2025
تسجيلتتوالى الاعتداءات الإسرائيلية اليهودية على المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي، وبوتيرة متصاعدة لم نشهد لها مثيلا من قبل، فمن الاقتحامات وضرب المصلين واعتقالهم وتدنيس المسجد وحرقه، حتى وصل الجنود الإسرائيليون والمستوطنون إلى المحراب بأحذيتهم.ما يقوم به الإسرائيليون، من اعتداءات وانتهاكات متكررة، لم تكن لتحدث لو كان هناك أي رد فعل عربي وإسلامي على هذه الجرائم اليومية، لكن الصهاينة الإسرائيليون تأكدوا من عدم وجود أي رد فعل على أفعالهم النكراء، فقرروا المضي قدما بها.للأسف الشديد، فإن التعامل العربي والإسلامي مع الاعتداء على أولى القبلتين وثالث الحرمين، يندرج في خانة الخزي والعار، وفقط بضعة مئات من الفلسطينيين تركوا للدفاع عن المسجد الأقصى، وغاب باقي الفلسطينيين ومعهم العرب والمسلمون، وكأن هذا المسجد لا يعنيهم بأي شكل من الأشكال، وكأن الأقصى لا يتمتع بأي قداسة أو أهمية أو احترام، حتى مقارنة مع تماثيل بوذا التي تحرك العالم كله من أجلها عندما فجرتها طالبان في أفغانستان، فأصنام بوذا تحرك العالم كله، في حين لا يهتم أحد بالمسجد الأقصى، حتى ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين.لا يمكن فصل ما يجري في المسجد الأقصى المبارك عما يجري في العالم العربي من أحداث، فكل بلد من البلدان العربية مشغول بهمومه ومشاكله، وكل الشعوب العربية غارقة في الأزمات والمصائب، لكن الأنكى من ذلك هو أن الأنظمة العربية تتجاهل ما يجري في المسجد الأقصى والقدس، والأدهى والأمر أن بعض الأنظمة العربية تتحالف مع الكيان الإسرائيلي، وتتغاضى عن جرائمها في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما دفع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي إلى التصريح، بأن "القلاقل" التي يشهدها المسجد الأقصى سببها جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وهو بذلك يقول لحلفائه العرب وعلى رأسهم نظام السيسي الانقلابي وممولوه: إننا نقاتل عدوا واحدا، سواء كان هذا العدو في المسجد الاقصى أو رفح وسيناء أو اليمن، وهذا ما يجعل من الأقصى جزاء "الحرب على الإرهاب" التي تشمل مصر واليمن وسوريا والعراق وأماكن أخرى. ويبدو أن هذا المنطق من نتنياهو يرضي حلفاءه العرب وإن كان البعض منهم يرون أنه "زادها قليلا"، ثم يقوم هذا المسؤول الإسرائيلي بالمصادقة على بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في قلب القدس، ويهدم بيوت المقدسيين ويصادر أراضيهم.هذا التحالف الآثم يتآمر على القدس والمسجد الأقصى وفلسطين كلها، فرئيس سلطة رام الله محمود عباس ميرزا يبحث عن "تهدئة" ويحذر من "حرب دينية"، وكأن الكيان الإسرائيلي كله ليس مشروعا دينيا خالصا، ويعمل على منع اندلاع أي غضب فلسطيني في الضفة الغربية للدفاع عن المسجد الأقصى، في الوقت الذي يعمل فيه حلفاؤه الآخرين على تهدئة الأمور، وقد ظهر هذا الأمر جليا بتجاهل الإعلام العربي شبه الكامل لما يجري في المسجد الأقصى، وعدم التعامل مع الحدث على أنه أولوية تستحق تغطية كبيرة.ما نسيه نتنياهو وعباس والأعضاء الآخرون من "حلف الشيطان" أن المسجد الأقصى ليس كمثل المساجد الأخرى، وأن القدس ليست مدينة كباقي المدن، وأن فلسطين ليست أرضا كباقي أرض الله، فهي الأرض المقدسة التي باركها الله، وهي أرض المحشر والمنشر، وهي أرض الرباط، وفيها بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصر "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، أنتم شرقي النهر وهم غربيه"، وفيها البشرى في القرآن الكريم في سورة الإسراء "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"، وهو وعد رباني صادق.خلاصة القول: الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك سيثير بركانا من الغضب لله ورسوله ودينه ومسجده، وهو غضب لن يتوقف إلا بتحريره من الاحتلال والاستعمار والبغي.