21 سبتمبر 2025

تسجيل

هدايا الحج

07 نوفمبر 2011

بعد أن تعودت أغلب النساء خاصة في قطر من الرحلة الإيمانية رحلة الحج العظيمة، تبدأ لدى الكثير منهن رحلة البحث عن الهدايا من أفضل الأنواع وأغلاها لتتباهى أمام صديقاتها والمقربات منها بتلك الهدايا التي يجب تقديمها إليهن. هؤلاء النسوة قد ضيعن وقتاً طويلاً خلال رحلة الحج في الشراء، سواء بما يستطعن شراءه أو حتى بما لا يستطعن، وذلك بعد أن جهزن ميزانية كبيرة قبل الحج لهذا الغرض، والبعض ممن لم تكن لديها الميزانية الكافية قبل رحلة الحج للشراء وليس لإتمام الحج قد تلغي الحج بأكمله، حتى وإن لم تحجَّ من الأساس، فقط حتى يقال عنها: إنها أتت بهدايا قيمة، ومنهن خلال الرحلة يقضين على جيوب محارمهن لهذا الغرض ويضيعن وقتهم ووقتهن في الشراء والتبضع، فيعمد بعض المحارم لإنهاء طواف الوداع بالسرعة الممكنة حتى يغلق الباب عليهن، ولكن على من؟! بعض النساء يفطن إلى هذا الأمر والى عدم وجود بضائع جيدة في مكة أو حتى لضيق الوقت، فتعمد إلى الذهاب إلى الدول المجاورة قبل الحج بشهر أو شهرين أو حتى قبله بسنة لشراء كميات كبيرة من "قطع الخلق" الملابس والسجاد والبخور وغيره من الهدايا المعروفة وتقديمها وكأنها من مكة.. حتى وإن بات معروفا أنها ليست من هناك!! لا يهم.. فقط استطاعت تلك الحاجة خمس نجوم أن تعطي بكل إسراف وبذخ، وانني اعتقد لو استطاع البعض منهن أن تشتري ماء زمزم من الدول المجاورة لفعلن. والآن لننتقل إلى المشهد الثاني.. في الهدايا ألا وهو من يأتي ليبارك لتلك الحاجة بالعودة بالسلامة!! من الحج، الكثير منهن يأتين بأشكال وأنواع من الشوكولاته والحلويات المعدة خصيصاً لتلك المناسبة ويكتب عليها عبارات "حج مبرور. إلخ" وترتفع الأسعار إلى أرقام غريبة وعجيبة في هذا الوقت، بالإضافة إلى قطع الذهب والألماس التي توضع في علب فاخرة وغير ذلك من أشكال وأنواع الهدايا التي تعبر بها بعض النساء عن فرحة أقربائهن وصديقاتهن بعودتهن من الحج بالسلامة. وقد يكون هذا الأمر سهلاً ويسيراً على من تستطيع أن تجلب وتعطي ولديها الامكانية، ولكنه صعب وعسير على من لا تستطيع وتضع أحيانا على نفسها ديوناً من أجل شراء هدايا الحج الغالية الثمن. ومنهن من تبقى في حالة نفسية صعبة إن لم تستطع أن تأتي بالهدايا الكافية والمميزة، سواء من الحاجة خمس نجوم أو من الزائرة لها أم السبع نجوم، وتطول الزيارات وتنتهي الهدايا وتشتري الحاجّة هدايا أخرى من الدوحة وتوزع.. إلى أن تنتهي كل الزيارات وقد تبقى مدة طويلة تصل إلى ثلاثة أو أربعة شهور. كل ما عملت الحاجّة الكريمة أنها ذهبت إلى الحج لمدة أسبوع تزيد أو تقل بكل راحة وسهولة في رحلة سهلة، وكأنها سياحة، ولا يتطلب منها حتى مزاحمة في رمي الجمرات، ويمكنها أن توكل أحداً من محارمها يعني لم تتعرض لأي خطر أو عذاب، فماذا لو أنها ذهبت على ناقة وتعرضت للحر أو البرد الشديد وطالت الرحلة من شهر إلى شهرين؟! فأين زمن الهدايا البسيطة والمتواضعة للأطفال مثل "الصواية" و"القحفية" والسجادة وماء زمزم والسلام. كيف كانت تدعو بعض النساء هناك وتتضرع إلى الله في عرفة قبل يومين، تسرف بكل هذا البذخ والمظاهر الكاذبة وتنسى الأمر الرباني ولا تسرفوا.. ؟! فكيف يجتمع الإسراف والبذخ والتضرع إلى الله في تلك الرحلة العظيمة؟، نتمنى أن تنتهي هذه الظاهرة من مجتمعنا.. وإنني أعلم أن الكثير من النساء لا يردن ذلك، ويعرفن بأنه غير مناسب، ولكن في نفس الوقت لا يتخذن قرار مقاطعة الإسراف والتبذير. فابدئي أختي الزائرة للحاجة من الآن بمقاطعة ذلك، ولا تلتفتي للغير لأن في ذلك طاعة لربك، وكذلك اتقي الله اختي الحاجّة، ولا تضيعي حجّك بأمور دنيوية تافهة.. أنت في غنى عنها. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعل الله حجكم مبروراً، وذنبكم مغفوراً، وسعيكم مشكوراً.. بإذنه تعالى والحمد لله رب العالمين.