27 سبتمبر 2025
تسجيلهي في الواقع شائعات هامشية لا تستحق الرد أو التصويب، لكن قلة من مروجيها يغتنمون المنابر الإعلامية المفتوحة في مدن الاتحاد الأوروبي لبث سموم وهمية وترسيخ أنماط من المغالطات، تتقبلها بعض العقول الأوروبية المغسولة بدعايات يمين متطرف وعنصري يمتلك مع الأسف بعض وسائل غسل العقول (في شكل صحف وقنوات وإذاعات)، وطبعاً يجب التأكيد على أن هذه الهوامش لم يكن لها أدنى تأثير على مواقف الدول - المشاركة بفرقها الوطنية أو غير المشاركة - ولم يكن لها أيضاً أي تأثير على مجهودات قطرية عملاقة بدأت منذ 2010 إلى موعد انطلاق ألعاب الكأس في 20 نوفمبر القادم وهو موعد يقترب، وأصبح في الحقيقة موعد قطر مع العالم الذي يتوقع وهو يشاهد الإنجازات الرياضية والفندقية والبنية التحتية والمكاسب الحقوقية، يتوقع أن يكون الموعد تاريخياً بكل معاني هذه العبارة، حتى تثبت دولة قطر أنها الجديرة بأن تكون أول دولة عربية وشرق أوسطية تنظم تظاهرة في مستوى بطولة كأس العالم وتبهر العالم بأسره بما أعدته الدولة من جميع ظروف النجاح وجميع عناصر التوفيق. والملاحظ هو أن بعض المجالس البلدية لبعض مدن فرنسية هي التي أعلنت ما سمته بـ "مقاطعة بث المقابلات على شاشات ضخمة في ساحاتها!" فقط وبعض هذه المجالس انتخبت منذ سنة في مناخ سياسي داخلي تسيطر عليه أحزاب اليمين العنصري المتطرف، وهي الأحزاب التي تصنفها أغلبية الفرنسيين بأنها غير جمهورية ومناهضة للديمقراطية بل وأيضا ذات توجهات "فاشية"، مثلما قالت الفائزة في الانتخابات الإيطالية أثناء تجمع من أنصارها في روما المنتمين لحزب (إيطاليا فراتيللي)، صرحت يوم الأحد الماضي بأنها (حرفيا) تؤدي التحية الفاشية تكريما لروح الفقيد بينيتو موسيليني زعيم الحزب الفاشي الذي "زج بإيطاليا في قوات المحور الألماني الياباني النازي ثم انهزم المحور وتم شنق موسيليني من رجليه في شجرة عام 1944!. وحين استفاق المجلس البلدي لباريس هو الآخر وأعلن أن العاصمة لن تبث المباريات في ساحاتها العامة تصدى لها العديد عبر وسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي ليقولوا لهذا المجلس: "أيها المجلس المشكل من ثلث أعضاء من أنصار مارين لوبان وإيريك زامور إن باريس هي مدينة تحتضن أكبر فريق عالمي لكرة القدم (باريس سان جرمان) والذي أنقذته قطر من الإفلاس والحل وبوأته اليوم منزلة أولى في كرة القدم، وتكلم الزميل باسكال بونيفاس رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ليلة الثلاثاء على قناة فرانس 24 فقال: "أثبتت دولة قطر أنها سباقة للإصلاحات الاجتماعية وأن حقوق العمال في كل الدولة مضمونة بقوانين حازمة وأنهم يتمتعون بالضمانات الصحية والاجتماعية وتم إلغاء نظام الكفالة فهم أحرار، ثم إن قطر هي أولى الدول الخليجية في نسبة الاستثمارات في الاقتصاد الفرنسي، وقد شرح أميرها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة سياسات دولته في كل المجالات وفي تنظيم كأس العالم ودعوته المفتوحة لكل شعوب العالم للاطلاع على نهضة قطر وإنجازاتها والأهداف الأخلاقية التي وضعها صاحب السمو لكأس العالم". وللتدليل على انحياز قلة من البرامج الإعلامية لسياسات المغالطة أحيلكم على برنامج (حوار باريس مباشر) على قناة (فرنس 24) مساء الثلاثاء 4 أكتوبر الجاري، حيث دعا منشط البرنامج توفيق مجيد كلا من الفرنسي من أصول مغربية سامي حسني (هكذا عرف نفسه) عضو حزب الخضر والإعلامي القطري الزميل صالح غريب والزميلة الصحفية الرياضية التونسية نعيمة ساسي، ولكن مقدم البرنامج لم يكن احترافياً بل كان منحازاً لمن هاجم قطر أي سامي حسني بدون أي برهان لأنه دافع من منظوره الضيق على قضية وهمية سماها (الضرر بالبيئة بمناسبة تنظيم كأس العالم في قطر)، أما الزميلان صالح غريب ونعيمة ساسي فلم يمكنهما توفيق مجيد من التعبير وترك الحبل على غارب المتحامل ليقاطعهما مرات عديدة. الغريب أن الأخ صالح غريب شعر بأنه فعلا غريب في جو برنامج مشحون بتضافر "جهود" بعض الإعلاميين المتلاعبين بعقول الناس لكن ذكاء الجمهور الفرنسي يبقى فوق هذه المحاولات البائسة وأحسن الزميل صالح عملا حين دعا ذلك المتحامل "المدافع عن البيئة" لزيارة قطر والاطلاع بنفسه على ما يدحض كل مزاعمه ويتمتع كبقية الضيوف القادمين من كل قارات العالم بالمباريات خاصة والفريق الفرنسي يحل في الدوحة لاعبا أساسيا من بين اللاعبين.