15 ديسمبر 2025

تسجيل

حياتنا والكورونا

07 أكتوبر 2020

وعدت بشوق بعد فترة غياب للكتابة، عبر نافذة "نبض الشرق"، فمهما باعدت بيني المسافات الا انني اعود بحبر قلمي من جديد، ففترة ابتعادي كانت في زمن انتشار وباء كورونا، وقد تأثرت كثيرا بذلك، وسيبقى التأثير ليس على العصر الذي به انتشر المرض، وانما على الاجيال المستقبلية، لما قرأت من مقالات وآراء للكتاب الذين وثقوا ذلك الوباء من خلال كتاباتهم، وما لاحظته من بعض الناس الذين التقطوا صورا تذكارية في المولات مع عوائلهم وهم يلبسون الكمامات، ومن الاخرين الذين يحتفلون بأفراحهم في المنازل وبعدد محدود ومع ضمان التباعد الاجتماعي، وكذلك التعازي التي تتلقى عبر الهاتف، واصبح شرط دخول الاسواق والمولات والمطاعم والعيادات الطبية ومراكز اللياقة البدنية والتجميل ان تأخذ درجة حرارتك ورؤية تطبيق احتراز في الجوال باللون الاخضر، بمعنى "سليم من المرض"، وعلامات على الارض تشير الى التباعد، وترك مسافة اثناء السير والوقوف والجلوس على المقاعد بالطاولات، وتم وضع المعقمات في جميع اركانها. هذه الصورالمتكررة امامنا قد طبعت في كل شخص طباعا من العلاقات والعادات والنفسيات الاحترازية اكثر من سابق عهده، فحياتنا السابقة قبل انتشار الوباء نعيش مع الاهل والاصدقاء والاحباب في كثير من التقارب وعدم الحواجز والاحترازات في الكلام، مما يؤدي بنا الى المشكلات والاضرار، نظرا لعدم فهمك لنفسيتهم ونياتهم تجاهك، فأنت تقول بكل صراحة عن كل جوانب نجاحاتك وسعادتك في الحياة، ولا تدري ما يخبئونه من وراء سمعهم لذلك، اما بسرقة احلامك او حسدك او إحباطك لكي لا تحصل على النجاح والتوفيق، او وضع العثرات والسدود امامك، فمن الافضل للانسان التمسك باحترازات التباعد في المعاملة والتعامل مع الاخرين، فليس كل شخص يتمنى لك الخير، فلا تنتظر من القريب حتى المدح والثناء عليك لما تقوم به من جهد وعمل بناء، فعليك ان تكون حريصا في تعاملاتك مع الاخرين حتى لا تنصدم بمحاولاتهم من استصغارك والاستهزاء بك، فالتباعد والتقليل من الكلام يقللان المشكلات، كما هو الحال بالتباعد عن الوباء من اجل التقليل من فرص انتقال الفيروسات اليك، فعلى حسب مقاومة الجسم لهذا الفيروس تتعرض للاصابة، فالبعض تسبب له المرض بأشكاله المتنوعة، والبعض الاخر يتعرض للوفاة إثر اصابته، ونحن مؤمنون بقدرة الله عز وجل في ابتلاء الانسان بذلك الفيروس، فحياتنا نعيشها مقدرة من الله عز وجل، فعلينا جميعا ان نتقبل كل ما حولنا بصبر وقوة من اجل تخطي هذه الازمة، مع اخذ اعتبارات احترازية عند التعامل مع الاخرين، وقد اصبح زمن الكورونا درسا قويا وعبرة لجميع البشرية، فيجب علينا ان نتمسك بستة احترازات لخصتها بالآتي:- اولا:- اهمية ان تكون بيوتنا محصنة بالتماسك الاسري بين الافراد والود في العلاقات فيما بينهم. ثانيا:- ان يتم تطبيق نظام الاحتراز من الاخرين الذين يسببون لك المضايقات والمتاعب كما تطبقه اثناء انتشار الوباء. ثالثا:- الأخذ بعين الاعتبار ان الحياة تدور، وانه سيتغير حالك من حال لآخر والذي ظلمك سيظلم من الاخرين وان الازمة ستمر. رابعا:- عدم الاكتراث بالاشخاص المحبطين في الحياة، وجعلهم عثرات ايجابية لكي تغير مسار تعاملك معهم الى سلبي، بحيث لا تتأثر ولا تتفاعل معهم مباشرة، وانما يتم وضع حواجز معهم فستلاحظ اثر ذلك عليك. خامسا:- الايمان بالله وبالقدر خيره وشره، فإن ما اصابنا من مكروه ما هو إلا قدر قدره الله لنا، سنعرف بعد فترة انه رحمة لنا وخيره في التخطي لهذا المصيبة بشكل اقوى وافضل من السابق فرحمة الله واسعة. سادسا:- بالتمسك بالاحترازات الوقائية وبقوة الايمان بالله خالق هذا الكون ومدبره ستمر ازمة كورونا، وسيقل انتشار الفيروس، وسيقل المصابون تدريجيا، وستقل مسافة التباعد، وندعو الله سبحانه وتعالى ان تزداد المحبة في القلوب بين الاخوة والاهل والاقارب والاصدقاء، ويزداد التلاحم والتماسك وحب الخير بين شعوب العالم على راية الاسلام وهو دين السلام. خبير بيولوجي ومدرب معتمد [email protected]