29 أكتوبر 2025
تسجيلتعتبر السياحة أحد الروافد المهمة والاساسية في تعزيز الدخل القومي لكثير من الدول، ونظرا لأهمية هذا القطاع فقد بدأت كثير من دول العالم في الاهتمام وتشجيع صناعة السياحة لديها، وذلك بإقامة المشاريع الجاذبة للسُياح لاستقطابهم رغم ما لديها من طبيعة خلابة، وطقس رائع يغري بالقدوم اليها، ولذا فقد أنفقت كثير من الدول مئات الملايين على السياحة، لعلمها أن العائد سوف يكون اكبر من الإنفاق على هذا القطاع، ولا شك أن هناك تنافسا بين الدول لاستقطاب السُياح بمزايا تحاول كل دولة ان تكون هي المفضلة على من سواها بالنسبة للسائح الاجنبي. إن السياحة صناعة من أتقنها فاز بكنز عظيم من الايرادات المالية، والسمعة العالمية العالية، كما انها تساعد الدول في الفوز بأي محفل رياضي او تجاري عالمي او غيره اذا سعت تلك الدولة لإقامة ذلك المحفل على أرضها، ناهيك عما للدولة السياحية من عشاق ومحبين موزعين في كل الكرة الارضية. - وعندنا في قطر انتبهت حكومتنا مؤخراً لأهمية هذا القطاع، فأخذت تسابق الزمن في انشاء أرضية صالحة للسياحة، وخلق بيئة سياحية يتم تصنيعها في ظل الظروف الطبيعية الصعبة حتى تكون البلاد مقصدا سياحيا، وخاصة ان هناك مناسبة عالمية هي استحقاق كأس العالم لكرة القدم على ارضها، فهي فرصة تاريخية في تعريف شعوب الدنيا بقطر وما بها من مزايا تغري بالقدوم اليها. وقد رأينا ذلك التوجه من خلال إنجازات البنية التحتية العملاقة من طرق حديثة متكاملة، ومواصلات راقية، واسواق عصرية، وفنادق فخمة، ومنتجعات بحرية خلابة، ومطاعم عالمية ترضي كل ذوق. اذاً فنحن امام فرصة تاريخية يجب استغلالها بكل حرفية، لاستقطاب السُياح من خلال بطولة كأس العالم القادمة، ليتعرفوا على قطر، ويشاهدوا الجديد في كل مناحي ومتع الحياة عليها. وحتى تتكامل صناعة السياحة لدينا ونكون على مستوى الحدث العالمي، فيجب ان نستدعي بيوت الخبرة في هذا المجال لأخذ المقترحات المعززة لتنشيط السياحة لدينا، وتسويق قطر كوجهة سياحية عالمية، وذلك لاستقطاب السُياح من كل انحاء العالم لزيارتنا وانفاق المال فيها مما يعزز اقتصادنا، وهذا هو المقصد والغاية من وراء السياحة. ولذا فينبغي لنا خلق افكار مبهرة، وتحويلها الى مشاريع حية تساعد على استقطاب السُياح، فدائماً تبدأ المشاريع العملاقة بفكرة صغيرة على الورق. ولا شك ان بلادنا ستبهر كل من سيزورها، إذ ان لدى حكومتنا الخطط والمشاريع الخاصة بالسياحة التي ستحوز اعجاب الجميع، فقطر لا يرضيها الا التفرد والتفوق في اي عمل تقوم به. ولكن ذلك لا يمنع من وضع بعض المقترحات للمجلس الوطني للسياحة، فكلنا شركاء في نهضة وازدهار بلادنا قطر. وعندي هنا بعض المقترحات والتصورات التي اتمنى من المجلس الوطني للسياحة ان ينظر فيها ان كانت قابلة للتطبيق. ومن خلال هذه المقالة استبق هذا الصندوق وما يطرح به من أفكار، فأبادر ببعض التصورات والمقترحات البسيطة عسى ان تحظى بالقبول لدى المسؤولين. وهذه المقترحات على سبيل المثال هي: أولاً: انشاء (تلفريك) كهربائي في الهواء الطلق ممتد من بداية كتارا، مرورا باللؤلؤة، حتى يصل منتصف منطقة لوسيل، مع توقفه في محطتين او ثلاث خلال مسيرته لنزول وصعود الركاب. (جمال الدوحة وروعتها تقع في هذه المناطق). ثانياً: إنشاء جزر بحرية عددها لا يتجاوز خمسا، قريبة من الشاطئ سهل الوصول اليها بالأقدام، ويربط بينها جسور متشابكة للانتقال الى اي منها مشياً على الأقدام بكل اريحية ويسر، وهذه الجزر بها المطاعم والمقاهي والاستراحات، على ان تكون كل جزيرة تختلف في طابعها عن الجزيرة الاخرى، فواحدة أوروبية، والثانية لاتينية، والثالثة آسيوية، والرابعة خليجية، وهكذا. ثالثاً: شق ممر بحري (قناة) في اي بقعة من المسافة الممتدة من فندق (شرق) المحاذي لجسر رأس بوعبود حتى فندق (الشيراتون) بعرض صغير لا يتجاوز 15 متراً، تمخر فيه السفن السياحية الصغيرة الحديثة الصنع تنقل الركاب والسياح الى داخل الدوحة، وتطوف بهم حول سوق واقف وجزء من الطريق الدائري الثاني والديوان الأميري، وغيرها من الاماكن القريبة من هذه المناطق، في رحلة سياحية بحرية يتم خلالها تناول الغداء او العشاء، وتعريف السياح من خلالها عن طريق مرشد سياحي على هذه الاماكن والمباني أثناء التجوال. وهذه السفن السياحية كثيراً ما نراها في اوروبا، وهي تطوف المدن في رحلات قصيرة لا تتجاوز الساعة او الساعتين ويفضلها السائح للتعرف على المدينة من الجانب البحري، كما انها من ناحية اخرى عامل ترويحي مبهج للنفس. ان منظر المياه وهي تشق جانبا من المدينة يضيف لها بعدا رائعا وجميلا. رابعاً: اصطناع بعض التلال المرتفعة في بعض مناطق الدوحة المطلة على الشوارع الرئيسة الجميلة، (تكرار نفس أنموذج مرتفعات التلال التي في كتارا) بها المطاعم والمقاهي وبقية الخدمات، فتبدو الدوحة للسائح من خلال هذه المرتفعات عاصمة حية تعج بالحركة والجمال. خامساً: سوق واقف صرح سياحي لا مثيل له في المنطقة العربية يشد كل سائح إلى قطر لزيارته، ولكن طبيعة الجو الحار عندنا الذي يمتد لشهور طويله، تجعل هذا السوق خاليا من رواده تقريباً لعدة أشهر، حيث الطقس الحار نهاراً، والرطوبة العالية ليلاً عوامل غير مساعدة لارتياد هذا السوق السياحي ذي الطابع التراثي،، فلو تم تبريد الممر الرئيسي لهذا السوق كما هو حاصل في الملاعب الرياضية لكان السوق عامراً بزواره على مدار العام. مع افتتاح بعض المحلات الحديثة الراقية ذات الماركات العالمية لتعزيز القوة الشرائية لهذا السوق. (قد يخالفني البعض في افتتاح هذه المحلات لطبيعة السوق التراثية، فهي وجهة نظر). سادساً: شوارع الدوحة في طور الاكتمال والجمال، ولكن ما يعكر صفو هذا الجمال تواجد بعض المباني على قارعة الطريق مباشرة، وهذه المباني للأسف تفتقد للجمال بحكم قدمها وعدم اهتمام اصحابها بتجديدها، وقد اصطبغت بلون البيج الواسع الانتشار، فهذه المباني تذكرنا بلون الغبار، ولون التصحر. وأعتقد لو نأخذ أنموذج مباني (اللؤلؤة) ذات الالوان الزاهية، في تزيين هذه المباني المصطبغة بلون الغبار ونقوم بإعادة طلائها بتلك الالوان لكان شيئاً جميلاً، اذ يكتمل حينها جمال الشارع بجمال المبنى. كما يمكن الاستعانة بالفنانين التشكيليين في تزيين هذه المباني برسوماتهم الفنية، وهذا يقع دوره على وزارة البلدية والبيئة، وذلك بالتفاهم مع اصحاب المباني حول هذه الافكار وتساعدهم في تحمل النفقات. سابعاً: استغلال جزيرة النخيل في مشروع سياحي، والفكرة هي اقامة جسر للمشاة يصل للجزيرة التي ستكون محمية للحيوانات الاليفة النادرة ونشرها في الجزيرة للتكاثر. او استزراع غابة نموذجية ذات نباتات واشجار كثيفة او زهور وورود ذات ألوان جميلة مع امكانية زيادة حجم الجزيرة بعمل الدفان لتوسعة مساحتها، على ان تكون في الجزيرة بعض الخدمات الضرورية كالمقاهي والمطاعم. (من الممكن فرض رسوم بسيطة لاستخدام الجسر). ثامناً: بحكم أننا دولة يحيط بنا البحر من جهات ثلاث وهي ميزة طبيعية ربانية، فعلينا استغلال هذه الميزة، وذلك بإنشاء منطقة بحرية متكاملة تتوفر بها: أ/ أماكن مجهزة لهواة صيد الاسماك. ب/ مطاعم لتقديم الوجبات البحرية الطازجة. ج/ توفر (شبرة سمك) قريبة من البحر توفر للناس احتياجاتهم اليومية من الطعام. د/ شاطئ عام رملي مجهز للسباحة لعموم الناس. هـ/ مكاتب لتأجير السكوترات واليخوت والسفن الخشبية للراغبين في القيام برحلات بحرية، تكون هذه السفن واليخوت متواجدة في مكان واحد مما يسهل على السائح، او المواطن والمقيم التمتع بارتياد البحر بكل اريحية. ر/ استبدال السفن الخشبية القديمة الرابضة على الكورنيش، بسفن خشبية اكثر حداثة وجمالاً مع تمتعها بكافة سبل ولوازم الامن والسلامة. تاسعاً: انشاء ما يسمى (صندوق السياحة) يوضع في المجمعات التجارية، حتى يساهم كل من لديه افكار بشأن المشاريع السياحية من الجمهور بطرحها على الهيئة من خلال هذا الصندوق، لعل في بعضها افكار خلاقة تستحق التطبيق. عاشراً: تحياتي للجميع، وقطر تستحق الافضل. [email protected]