15 سبتمبر 2025

تسجيل

تعالوا نبدأ من "هوبز"

07 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "إن التعهد بألا أدافع عن نفسي ضد القوة بالقوة هو باطل دائما. فلا أحد يمكن أن يفوض، ولا أن يتخلى عن، حقه في إنقاذ نفسه من الموت والجروح والسجن، من هنا فإن الوعد بعدم مقاومة القوة لا يفوض أي حق بموجب عهد، ولا هو بملزم. فرغم أن أحدهم قد يتعهد قائلا: "إذا لم أفعل كذا وكذا اقتلني" فإنه لا يستطيع أن يتعهد بالقول "إذا لم أفعل كذا وكذا، فإني لن أقاومك حين تأتي لقتلي". ذلك أن الإنسان بطبيعته يختار أهون الشرين وهو خطر الموت أثناء المقاومة، بدلا من الشر الأكبر، وهو الموت المؤكد والراهن في حالة عدم المقاومة". هذا ما قاله، منذ القرن 17، الفيلسوف والفقيه القانوني الإنجليزي "توماس هوبز" في كتابه "اللفياثان" الذي أنجزه في العام 1651م مؤسسا للفلسفة السياسية من منظور "العقد الاجتماعي"."هوبز" المحافظ في مجمل آرائه، لم يكن ثوريا، لكنه كان "عاقلا" و "كريم النفس" إلى الحد الذي يدرك به الفرق بين "الطاعة" و "الذل". وإذ يرى أن العيش المشترك يتطلب وجود قوانين وآلية لفرضها، هي سلطة يتعهد الناس بطاعتها. فإنه يعلق هذه الطاعة على شرط ممارسة السلطة للعدل والمساواة بين الناس، ويدرك أن إسقاط السلطة لهذا الشرط يسقط التعهد لها بالطاعة. كما يقرر أن هذا التعهد يسقط ـ كأمر واقع ـ إذا ما تعارض مع أحد الحقوق الطبيعية الأربعة للإنسان، وهي: حق البقاء، وحق الدفاع عن الحياة بكل الوسائل المتاحة بما فيها القوة، وحق تقرير الوسائل الضرورية لتحقيق غاياته وتقدير حجم الخطر الذي يهدده، وحق الملكية.كما أسس "هوبز" مفهوم "الشرعية" مؤكدًا أن "القوى السياسية" ولكي تحظى بتمثيل الشعب يجب أن تكون قائمة على قبوله لها (يعني لا شرعية إلا برضا الناس).هذا ما استقر في وعي الغرب، وبنى حياته على أساسه منذ 4 قرون. فقل لي: أي تعاسة تشعر بها الآن وأنت ترى شرقنا (السعيد) ما زال عاجزا عن إدراك أن المقاومة "حق طبيعي" وليست "إرهابا". أن "السلمية" لا تعني "الاستسلام" وأن "الشرعية" يقين يستقر في وجدان المجتمع وليست مجرد إجراءات وأوراق، تظل بلا قيمة ما لم تنجح في إقناع الأغلبية بمحتواها؟تعالوا نبدأ من "هوبز" وأعدكم بالتطور نحو آفاق القرن السابع عشر!