28 أكتوبر 2025

تسجيل

انتبه الإشارة حمراء حافظ على بيئتك

07 أكتوبر 2015

المحافظة على البيئة من القضايا الوجودية التي تواجه البشر على مر العصور، وللانسان دور أساسي في المحافظة على سلامة البيئة من التلوث.. وعلى كل فرد في مكان عمله ودراسته وحياته أن يقوم بالعديد من الأمور التي من شأنها المحافظة على البيئة، مثل الحرص على نظافة المكان الذي نعيش فيه سواء أكان مدرسة أو مدينة أو مكان عمل، لأن النظافة من أبرز علامات التحضر وعندما نقيس حضارة الشعوب، يجب أن يكون ذلك من منظور النظافة. يجب أن يحرص كل فرد أيضا على الزراعة وما حولها من أزهار وأشجار عالية تنقي الهواء من خلال زيادة المساحات الخضراء في المدن، وتعليم أهالي المدن وسكانها طريقة زراعة الأشجار والنباتات والزهور في المرافق العامة، وتوعيتهم بأهمية زراعة الأشجار للمحافظة على جمال المناطق، التي يعيش فيها الناس.علينا دائما أن نجدد طرقاً سليمة للتخلص من القمامة للحد من انتشار الأمراض التي تؤثر بصورة مباشرة على صحة الانسان، ولا يجوز وضع القمامة أمام المنزل أو على قرب منه، لما قد يؤدي من تناثرها بشكل غير حضاري من خلال تجمع الحشرات التي تضر بصحة أهل البيت. وعلى الدولة والبلديات أيضا أن تقوم بتوعية الناس بعدم إلقاء القمامة من الشرفات والنوافذ، وأن يقوموا بتوفير حاويات مخصصة للقمامة أو وضعها في هذه الأماكن المخصصة وتخصيص مواعيد لذلك. يجب نشر لافتات توعية في كل مكان على ضرورة التخلص من المخلفات كالأوراق وقطع القماش وبقايا الطعام، لأنها من أهم مصادر التلوث، علاوة على أن تراكمها وتجمع المياه من حولها يعتبر مرتعا للحشرات والجراثيم والروائح الكريهة.. يجب أيضا أن يكون هناك حرص على استخدام المياه وعدم الإسراف فيها وعدم ترك صنبور المياه مفتوحا لأكثر من الحاجة، وعدم اتباع العادات السيئة مثل غسل السيارات في الشوارع، أو الغسل في الشوارع بشكل عام، لأن هدر المياه قد يؤدي إلى التأثير السلبي على حياة الانسان، الذي لا يمكنه العيش بدونها، لأنها سر الحياة. يجب أن نكون في قمة حرصنا عند استخدام المياه وأن يتم ذلك بعدم الإسراف. علينا أن نكون بكامل الحذر عند استخدام المنظفات الكيميائية والمواد السامة والتقليل منها بقدر الإمكان، لأن هذه المواد تؤثر على طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من أشعة الشمس الحارقة والأشعة الأخرى الضارة، علاوة على أنه من الضروري منع استخدام محروقات النفط والمازوت في المناطق القريبة من المناطق السكنية.. للإعلام دور كبير في المحافظة على البيئة من خلال نشر الوعي بين أبناء المدن، بأن يزداد محبة الناس للعالم بما فيه، وكذلك نشر الوعي بين الجيران والأقارب وتوجيههم بطريقة صحيحة كي يحافظوا على البيئة، وأن يتعاونوا على مواجهة هذا الخطر الذي يهدد بالتلوث وانتشار الأمراض، وأن نظافة البيئة هي لمصلحة الفرد والجماعة معا والعالم أجمع. يجب أيضا أن تسعى كل حكومة على توفير مرشحات تقي البيئة من العوادم الناجمة عن استخدام الوقود وغير ذلك، وكذلك استخدامها في الأجهزة المنزلية التي يترتب عليها ظهور عوادم ضارة كمدخنة المطبخ وغيرها. كما أنّه يمكن التقليل من التلوث على المستوى الشخصي أيضاً بعدد من الطرق، كزراعة الأشجار على سبيل المثال في حديقة المنزل، والنباتات في داخله، كما أنّه يمكن الحد من التلوث بالتقليل من استخدام وسائل النقل أو التوجه إلى استخدام وسائل النقل العامة، بدلاً من استخدام السيارات الشخصية للتنقل، ممّا يؤدي إلى تقليل التلوث الناتج عن حرق الوقود، والتوجه أيضاً إلى استخدام السيارات الهجينة، والتي تعد أقل خطراً على البيئة، كما أنّه من الممكن أيضاً التقليل من استخدام المواد البلاستيكية والمواد المصنعة التي تتطلب وقتاً طويلاً جداً للتحلل، مما يؤدي إلى تلوث البيئة واستخدام الأغذية الطبيعية المحلية، بدلاً من المواد الغذائية المصنعة فالطبيعية تعدّ أيضاً مفيدة بشكل أكبر للإنسان ولا تؤدي إلى المخاطر الصحية التي تؤدي إليها الأغذية المعالجة والمصنعة.وأوجد سبحانه وتعالى بين الإنسان والبيئة المحيطة به ترابطا، لا يمكن التخلي عنه، ودعاه لحمايتها وإعمارها، ونهاه عن العدوان عليها قال تعالى: "وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا"، وبما أن هناك علاقة متبادلة بين الإنسان والبيئة، فبقدر ما تؤثر البيئة على الإنسان، فإن لهذا الإنسان أثرا على البيئة. ودعانا الإسلام إلى التعاون، الذي هو مبدأ لحماية البيئة قال تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ". واهتم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا بهذا الشأن بقوله: (لا ضرر ولا ضرار) وقوله: (الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، وقال أيضا: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"، وقال في حديث آخر: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" وفي حد آخر، قال صلى الله عليه وسلم "غطوا الإناء وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس فيه غطاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء"، علاوة على قوله: "إن الله جميل يحب الجمال".