11 سبتمبر 2025
تسجيلتفاجئ انتصارات داعش والحوثيين في سوريا والعراق واليمن المراقبين والمحللين بنتائج لم تكن ليس فقط في حسبان أولئك المراقبين والمحللين وتوقعاتهم، بل تخرج تماما عن حدود المنطق والمعقول. ما يجري في سوريا والعراق واليمن من انتصارات متسارعة وغريبة لتنظيمات داعش والحوثيين حتم على المراقبين بذل المزيد من الوقت والجهد في محاولاتهم لسبر أغوار ما بدا أولا أحداثا عادية وقعت هنا وهناك قبل أن تتطور إلى الغاز محيرة جعلت العالم يقف محتارا يسأل كيف حدث هذا؟ وما هي القوة الخفية التي تدفعه من وراء ستار؟ وكيف تمكنت هذه القوة من تغييب عيون المراقبين من أن تلتقط ما ظل يجري في الخفاء بعيدا عن أنظارهم التي كان الظن أنها مثل عيون زرقاء اليمامة يمكنها التقاط اللوزة في غياهب الجنان. الآن تثور الأسئلة ويتطاول السؤال الصعب ويرفض الإجابة المبتسرة السهلة التي لا تشفي غليل السائلين: كيف تمكنت القوى المتطرفة التي أسمت نفسها أخيرا دولة الخلافة الإسلامية في بلاد الشام، كيف تمكنت من حشد كل هذه القوة الحربية العسكرية الفاتكة التي جعلت الجيشين السوري والعراقي يتراجعان أمام مقاتلين لم يكونوا في يوم من الأيام جيشاً مهنياً رسمياً معروفة مصادر تسليحه وتمويله وتدريبه؟ ومدى وحجم مصادر المالية؟ وهي أسئلة ضرورية تستوجب الإجابة الشافية عليها قبل ابتدار أي عمل مضاد يتصدى للذي يجري الآن أمام نظر العالم الذي لا يكاد يصدق ما يرى أمام ناظريه عيانا بيانا: قوات رسمية عرف عنها البطش القاسي بشعوبها لصالح حكام هذه الشعوب متى قالت هذه الشعوب إنها تريد حقها المضاع. قد يقول قائل إن الأمر كله عائد إلى مؤامرة متعددة الأطراف وليس عائدا إلى قوة هذه المليشيات المتطرفة الذاتية. ملخص المؤامرة المزعومة يقول إن الجيوش القومية في العراق وسوريا لا تريد أن تقاتل هذه المليشيات التي تبرعمت مثل نبت شيطاني لكي يهدد تراب الوطن بعبثها الأيديولوجي. إذا سلمنا بهذا المنطق الذي يكل المحنة إلى تدابير موضوعة سلفا. وليس لقوة هذه المليشيات الذاتية، فعندها يصبح السؤال الواجب: كيف نامت نواطير الأنظمة الفاتكة بشعوبها عن التقاط خيوط هذه المؤامرات وهي التي اعتادت أن تحصي الأنفاس في منامها وصحوها. ما نقوله هنا يتركز في الحالتين السورية والعراقية تحديدا. أما في الحالة اليمنية فالأمر أقل تعقيدا: لقد تآمرت بقايا النظام القديم التي لم يتم استئصالها بالكامل في ثورة الربيع اليمني، تآمرت على ثورة الشباب اليمني مع فلول الحوثيين وشراذم من القاعدة والقبليين لفرض واقع جديد في اليمن مختلف عن واقع الثورة التي سالت دماء شباب اليمن الزكية من أجل تثبيته. وهي مفاجآت جعلت العالم يعجز في سبر أغوارها في الوقت الحاضر. الآن يعود المراقبون لكي يتذكروا ما كان يقول النظام السوري في بداية الثورة ضده بأن هذه الثورة تقوم بها مجموعات غير سورية وبدعم خارجي تتسلل عبر الحدود بأهداف سياسية بعيدة المدى سيعاني منها العالم قبل سوريا في المستقبل القريب. وبعد.. هل صدق النظام السوري الكاذب هذه المرة وهل ما يجري في سوريا هو في حقيقته تسليم وتسلم؟!.