30 أكتوبر 2025
تسجيلالحياة مدرسة كبيرة دائما تعطينا من الدروس والعبر الشيء الكثير، ومن لا يلتفت ويتعلم يفوته الكثير وينقصه التمعن والتدبر ويصبح ممن يعيشون على هامشها وممن لا يتألم ويبكي ويعاضد ويناصر إخوانه وأهله وبني دينه فقد خاب وفقد معنى الشهامة والنخوة وكما يقال في الحديث الذي ضعفه الالبانى رحمه الله "من أصبح وهمه الدنيا، فليس من الله في شيء، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا". والحقيقة أن الأخبار تناقلت في يوم واحد حكاية ثلاث فتيات اختصرها لك عزيزي القارئ وكلي حزن وأنا أبكي ودون تعليق مني الأولى عن فتاة سورية تبلغ من العمر حوالي 17 سنة أقدمت في مدينة العلمة بسطيف الجزائرية، على عرض نفسها للزواج لمن يرغب في ذلك، بشرط أن يؤويها هى وذويها بمنزل محترم. حيث نقل عن صحيفة الشروق الجزائرية قولها إن المصلين تفاجأوا عند خروجهم، من مسجد أسامة من صلاة العصر، بوقوف الفتاة السورية أمام المسجد، وهى في قمة أناقتها وتصيح بأعلى صوتها بأنها تقبل الزواج من أي جزائري حتى ولو كان في ذمته امرأة أخرى، وله أولاد ودون شروط، مقابل أن يوفر الإيواء لها ولعائلتها. في حين شعر المصلون بالحرج صرح أحد الأئمة بأنه لا حرج في أن تطلب المرأة الزواج الحلال، كما يجوز لها أن تحصن نفسها بطلب العفاف خوفا من الوقوع في الخطأ. الفتاة الثانية هى التونسية التي قدم لها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي 'اعتذار الدولة' بعد أن اغتصبها شرطيان في قضية أثارت جدلا واسعا في تونس وفجرت انتقادات لأجهزة الأمن والقضاء. حيث قال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إن المرزوقي قدم "اعتذار الدولة" للفتاة وخطيبها لدى استقبالهما بمعية الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين، وحسب البيان، فقد أبدى المرزوقي أسفه البالغ وإدانته الشديدة لتصرفات لم تمس إلا من شرف مرتكبيها وحيا أعوان الأمن الأمناء الذين رفضوا التستر على زملائهم. واعتبر البيان أن الخلل ليس في المؤسسة الأمنية وإنما في عقلية بعض أفرادها الذين لم ينتبهوا إلى أنه قد حصلت ثورة في البلاد من أجل أن يعيش كل أبناء وبنات تونس أحرارا ومكفولي الكرامة. وشدد بيان الرئاسة على أنه لم يعد هناك في بلادنا من مجال للتسامح لا مع المغتصبين ولا مع من يتسترون عليهم أو من يريدون قلب الحقائق. وأضاف ستتابع رئاسة الجمهورية هذه القضية عن كثب حتى لا تطغى أية اعتبارات سياسية فوق اعتبار سيادة القانون ورد الحق لأصحابه وثقة التونسيين في مؤسسات دولتهم. الفتاة الثالثة هى حكاية مبكية عن فتاة غرر بها لئيم حقير وجعلها تكفر بدينها وأعني بها الفتاة السعودية التي عُرفت إعلامياً بـ "فتاة الخُبر" حيث توجد حالياً في السويد قادمة من بيروت مرورا بتركيا بوثيقة هويّةٍ سرِّية، حيث لا يزال التنسيق جارياً ومستمراً منذ أن تمّ التأكد من جميع المعلومات المتوافرة من جهات رسمية لمعرفة مكان إقامتها ومن هو المسؤول عن إيوائها وأسباب دخولها في مملكة السويد. يُذكر أن قضية الفتاة الهاربة تنظر حالياً أمام محكمة الخُبر والمتهم فيها مقيمٌ لبناني ومواطن، سهَّلا خروج الفتاة بدون إذنِ وليِّها، حيث دفعها المقيم اللبناني إلى اعتناق النصرانية ومن ثم تهريبها إلى الخارج مستغلا في ذلك الظروف النفسية والأسرية التي مرت بها. يشار إلى أن عدداً من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أكّدت عودة "فتاة الخُبر" الأسبوع المُقبِل ولم يتبّقَّ سوى الانتهاء من إجراءاتها الرسمية، وهذا ما نفته السفارة السعودية في السويد ومحامي عائلة الفتاة حمود الخالدي جملة وتفصيلا. اذن نحن أمام ثلاثة نماذج حقيقية ومبكية وهي من الواقع الأولى تعرض نفسها للزواج بعد أن تسبب في تشريد أسرتها جبار طاغية في الشام والثانية يغتصبها شرطيان حقيران في تونس بعد الثورة المباركة والثالثة تكفر بالإسلام من أجل شاب مسيحي وتهرب إلى الخارج في ظل غياب رقابة ذويها أي أهلها وأسرتها. إذن هي دعوة للتأمل والتفكر في حال كل فتاة وأخذ العبرة في الأخير اتركك مع هذه النماذج والقول الفصل لك عزيزي القارئ لان هذه الحكايات من الحياة وهي حكايات حقيقية أعيدها إليك وأنا كلى حزن ودموع ولله الأمر من قبل ومن بعد وسلامتكم.