الأطفال والعودة للمدرسة

العودة للمدرسة بعد إجازة طويلة يترتب عليه استعدادات من كافة الأطراف العملية التعليمية، سواء من المدارس التي تستعد لصيانة المباني والأدوات المدرسية أو من قبل المجلس الأعلى للتعليم والتطوير في المنظومة الإدارية والفنية للمناهج وذلك لتطوير العملية التعلمية أو من قبل الأسرة وشرائها للمستلزمات المدرسية والقرطاسية للطالب، وقبل ذلك إختيار المدرسة القريبة والمميزة ذات الجودة التعليمية العالية .ولكن هناك غير ذلك أمور وترتيبات تتعلق بسلامة الطالب النفسية والصحية مثل الذي جاء في تعميم وصلني أمس عبر الإيميل الذي أرسلته هيئة الصحة في دبي إلى كل المدارس الحكومية والخاصة بضرورة تطبيق اشتراطات دليل الغذاء الصحي لموردي الوجبات الغذائية في المقاصف المدرسية، ويتضمن الدليل مواصفات الوجبة الغذائية، والغذاء المتوازن، والقيمة الغذائية، والسعرات الحرارية، والوزن والمذاق، واللون، والتغليف، والتخزين، والإنتاج، والانتهاء والنقل والحفظ، وبما يتماشى مع مواصفات الغذاء الصحي العالمي للأطفال، وهنا لا بد أن نذكر أن الأغذية تنقسم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى: وهي الأغذية الصحية والمفيدة مثل الخضار والفواكه والحبوب والحليب ومنتجاته واللحم والدواجن والأسماك والحبوب، والتى يجب التركيز عليها .أما المجموعة الثانية : فكانت الأغذية غير الأساسية وغير الصحية، وشملت الحلويات والبطاطا المقلية والتسالي والبيتزا والبرغر والنقانق والمشروبات السكرية ومشروبات الطاقة، كما يتضمن الدليل الصحي إلزام المدارس بالحصة الرياضة بمعدل ثلاث مرات إسبوعياً للحفاظ على النشاط البدني للطالب، وطالب الدليل أيضا أولياء الأمور بحث أبنائهم على ممارسة النشاط البدني مشيرين إلى أهمية تفعيل برامج النشاط البدني في المدارس ولكافة المراحل ورفع نسبة مشاركة الطلبة بها، وفي الدليل أيضا تفسير في غاية الروعة ، حيث حث على أهمية مراعاة الوزن المثالي للحقيبة المدرسية والتي يجب ألا تزيد على 10% من وزن الطالب في حين أن الدراسات العالمية تشير إلى وجود أكثر من 61% من طلبة المدارس يحملون حقائب تزيد عن 10% من أوزانهم، وإن المخاطر التي يسببها ثقل الحقيبة المدرسية على جسم الطالب وتأثيرها على الكتف والعمود الفقري والتسبب في تشوه بنية الجسم وإنحناء الظهر، وإنه على أولياء الأمور أهمية الأختيار الجيد للحقيبة المدرسية لتكون مناسبة لبنية الطفل الجسدية وعدم حمل الكتب التي لا يحتاجها الطالب في المدرسة ومراقبة الطفل والإستماع إلى شكواه الناتجة عن ثقل الحقيبة المدرسية ومعالجتها بشكل عاجل قبل تأثيرها السلبي على الجسم، كما أكد الدليل أيضا على عدة نصائح للطلبة منها الاهتمام بصحة الفم والأسنان وكيفية الحفاظ على الأسنان خالية من التسوس والمشاكل السنية والطرق السليمة لتنظيف الأسنان وأهمية تدريب الأطفال وتعويدهم على الاهتمام بصحة الفم والأسنان بشكل يومي وتجنب تعريض الأسنان للمواد الصلبة التي قد تؤثر على الأسنان بشكل سلبي من حيث الألم أو الشكل، وفي الحقيقة لم أعلم بوجود مثل هذا الدليل لدينا ولكنني أتمنى أن يكون لدينا مثل هذا الدليل، بل ورجائي أكثر أن يطبق فعليا ما يحتوية هذا الدليل، بالرغم من يقينى على أن القائمين على الصحة والتعليم في قطر لا يألون جهدا في الحفاظ على أبنائنا الطلاب لأنهم يؤمنون إنهم عماد هذا الوطن وثروته الحقيقة، وأخيرا دعاء الى كل طلابنا الأعزاء بعام دراسي جديد كله نشاط وتوفيق من الله ونجاح باهر ومزيد من العلم والتعلم بما يخدمكم ويخدم وطنكم الغالي قطر بإذن الله وسلامتكم.