18 سبتمبر 2025

تسجيل

سنؤسس اللغة الجديدة

07 سبتمبر 2014

ابتكرتُ لك اللغة وقدمتها هدية لك أيها الرجل. لم تردّها لي بأحسن منها. فقلت لك: افتح خيال العصر تلحظني على صقل المرايا، في الخلايا والشجون/ وادخل بلا وجلٍ وهَونْ/ سنؤسس اللغة الجديدة للتكامل والمودة والسكون. مراراً وتكراراً نوّهت لك أنني سأستفيد هذه المرّة من أخطائي وأخطاء غيري التاريخية. لن أقع بما وقعت به المرأة الأوروبية من حرق المراحل ورمي التاريخ خلفي وإسقاط عجلة الزمن وربما مكارم الأخلاق. لن أعود مُباحة فأُستعبد من جديد لا يا صديقي سأُربيك من جديد. وأُربي الذاكرة الإنسانية فيك، وأول درس سيحمل عنوان «الحرية التي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر». سأستولي على التلفزيون وعلى أفلام الكرتون وعلى الإعلانات والأغاني، سأستولي على كتب رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، سأُطيح بكل المناهج القديمة وأُمزّق الصفحات التي تُكرّس نمطية التفكير والسلوك في مدارس البلاد وأضع لهم نشيداً وطنياً واحداً. سأستولي على تلافيف عقلك الباطن الصغير وأعيش مع كل خلية فيه، وأُنقّطُ فيها من حليب قلبي لبن البطولة والتجديد. سأستفيد من العلم والحضارة لصالحي وصالحك ومن الأخلاق والدين والتربية لصالحي وصالحك، لن أُتيح فرصة «لأُناس مرضى ينقصهم التوازن النفسي أن يُشرّعوا لأُناس أسوياء». سأستولي على وزارات الإعلام والتربية جميعاً وأبثّ عبر كل دشات الأرض لتُقارن بين أهمية الإنسان وحريته وبين الدبابة والتنصت، حينها لن يجرؤ أحد على استباحة أرضي وأرضك، لأنني سأكون قد ملأتُ نصف الطاقة المهدورة وربما فضتُ كذلك. أمّا القوانين الوضعية هذه فسأجعل منها زهوراً برية تموت وتحيا مع الفصول وتنمو وتنمو ولو على خراب.. فدورة الأرض وماضيها وآتيها وما فيها لنا/ ولنا خيط الدُميعات حريراً في المغازل/ ولنا شكل السنابل/ صمتها أو صبرها المهدود من حرّ التعب/ هل رأيتم خبزةً تشكو بيوم من لهب؟!