11 سبتمبر 2025

تسجيل

رسوم المدارس ترتفع لتُهلك المقيمين

07 أغسطس 2014

لا زال التعليم المجاني يُقدم بالدول الغربية ومنها بريطانيا وأمريكا من المرحلة الابتدائيه وحتى الثانوية، بشروط مقبولة لجميع أبناء العاملين بالخاص أوالحكومي ولا يفرق بينهما، في حين كان التعليم الحكومي بقطر مجاناً وأُلغي، بل وهناك دول غربية كثيرة تمنح مجانية التعليم لدارسي الدراسات العليا. تخيلوا! اشترط الكونجرس الأمريكي في عام 1876م على جميع الولايات أن توفر نظم المدارس العامة للمقيمين فيها، حيث تسمح بدخول جميع الطلبة الذين أتوا مع آبائهم إلى الولايات المتحدة دون أي رسوم، وقيدوا الدفع فقط بأمرين:1) أن يرغب الطالب الذي يعيش مع والديه في أن يلتحق بمدرسة عامة في منطقة تعليمية أخرى،2) الطالب الذي بدون ولي أمر ويسكن مع أقربائه/أصدقاء العائلة عليهم تسديد رسوم التعليم كاملة ويخضع أمر هؤلاء لقيود شديدة بموجب قوانين التأشيرات الأمريكية. ومن تعتقدون يمول هذه المدارس العامة؟ إنها الولاية نفسها، حيث تسددها من الضرائب ثم يأتي بعض التمويل من الحكومة المحلية والفيدرالية. وأما الخاصة فأغلبها تكون ذات اتجاهات دينية وتحصل معظمها على تمويلها من كنائسها الكاثوليكية، إلا أنها تعتمد أيضا على رسوم التعليم الخاص. وأخرج المركز القومي للإحصاءات التعليمية أن متوسط رسوم التعليم للمدرسة الخاصة في الولايات المتحدة في عام 2003-2004 بلغ 6600 دولار، وكان متوسط الرسوم للمدرسة الإبتدائية الخاصة ما يزيد قليلا عن 5000 دولار، والأبتدائية الخاصة، في حين بلغ متوسط الرسوم للمدرسة الثانوية الخاصة نحو 8300 دولار. وتكون المدارس المرتبطة بالكنائس عادة أقل تكلفة، أما المدارس الداخلية التي توفر لطلابها المسكن والوجبات الغذائية فقد تكلف 20000 دولار وربما أكثر من ذلك. فهل نحن مثلهم/أقل/أكثر، وأين إحصائيات المدارس الخاصة!؟ ومع انتهاء فترة الامتحانات وقبل إغلاق المدارس الخاصة أبوابها، بدأت بإرسال "مسجات" رسوم السنة الدراسية القادمة بعد انتهاء الامتحانات ليتفاجأ ولي الأمر بزيادة الرسوم! فإن كان القطريون قد شملتهم القسائم بفضل الله تعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة واهتمامها بتعليم المواطن وإتاحة الفرصه له للاختيار، فلماذا ترتفع رسوم المدارس الخاصة لتُهلك المقيمين!؟ وهنا أتحدث عن العرب ذوي الرواتب القليلة ويعملون في القطاع الخاص، حيث لا يسمح لهم إدخال أبنائهم المدارس المستقلة؛ وذلك لأن من شروط التعليم بالمدارس المستقلة أن يكون أحد الوالدين يعمل بالقطاع الحكومي أو يحصل على استثناء -ولا ندري لمن يُمنح وعن من يُمنع- فيعفى من رسوم التعليم إلا رسوم الكتب والباص، وتعطى المجانية الكاملة للخليجين بجانب القطريين ما عدا أبناء القطريات يُعامل أبنائهن كالأجانب. تقول محاسبة في مدرسة خاصة عن سؤالي لها عن كيفية تسديد المقيمين لرسوم المدرسة: إنها تحاول أن تساعد المقيمين بتقسيط المبلغ حسب طاقتهم بالدفع، فهل باقي المدارس يفعل محاسبوها كذلك؟ وأما في المدارس المستقلة فقد ذكرت لي أكثر من موظفة وأخرى متقاعدة أنهن يجمعن بل ويتبرعن كل سنة لتسديد ثمن الباص ورسوم الكتب للطلبة المعفون من رسوم الدراسة؛ حتى لا يُحرموا من التعليم؛ وذلك لأن أهليهم لا يستطيعون تسديدها! وهي بسيطة قد لا تتعدى 500 ريال لكل طالب، مقارنة بالخاص الذي تختلف أسعار الكتب بل والباصات، فتتجاوز الكتب الألف إلى ألفي ريال، والباصات من ثلاثة آلاف فأكثر حسب المدرسة. فتساءلت في نفسي: كيف إن كان لديهم أكثر من طفل، بالإضافة إلى إيجار منزل وكهرباء وماء!؟ فإن كانت الأخوات الفاضلات يجمعن لمبلغ بسيط في المستقلة، فكيف حال من هم في المدارس الخاصة من العرب ذوي الرواتب القليلة؟ وحالة لمستها لبريطانية مسلمة لزوج أمريكي تقول إنها لا تستطيع دفع رسوم المدارس لبناتها؛ لذا يدرسن عن بعد (عن طريق النت) لمدرسة بأمريكا! وقد تكون هناك حالات لم تستطع إدخال أبنائها المدارس الخاصة لأنها غالية أو المستقلة لأنهم يعملون في الخاص. همسة تساؤل للتعليم العالي:لماذا تبلغ قيمة الكتب في المدارس الخاصة العربية التي تتبع مناهجكم 1800-2200 ريال، وقد يتغير السعر كل سنة؟! هل يعقل أن تشتري تلك المدارس الكتب منكم بمبلغ عالٍ لتبيعها للطلبة بسعر أعلى؟! وهل هناك خطة لإلغاء رسوم التعليم بالمدارس المستقلة، ويسمح بدخول الجميع دون اسثتناء من يعمل بالخاص؟! ومتى ستعتبرون أبناء القطريات كالقطريين والخليجيين وتعفونهم من رسوم الكتب والباص!؟ دمتم في حفظ الله ورعايته