12 سبتمبر 2025
تسجيل"فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" صدق الله العظيم. كنا أطفالاً، وكانت تلك الأحاديث لا تعدو أن تكون أساطير، حكايات يرسمها البعض فلا تخرج إلى أرض الواقع، ولكنها تبقى حيث رؤوسنا الصغيرة، خيال بقرنين وعصا إبليس الشرير كما نتخيله دائماً، كنا نؤمن أنه لا صلة بين البشر والشياطين، ذلك كون، ونحن كون آخر. كبرنا، وتغيرت مفاهيمنا، إن الشر هنا يسري في الأرض التي نعيش فيها، بل هو لا يكاد يفارق الخير، يسير في ذات الخط المتوازي، صرنا نرى الأساطير القديمة تحدث لهذا، وتلك وذاك، لصديقتنا التي تحدثنا وتضحك ذات زوال طفولي، لتلك الجارة الهادئة..! ولكأن الحياة تُسقط وجهاً وترتدي آخر، أين الخير المطلق الذي كنا نخيله في البشر..؟ كيف يطرأ على إنسانٍ أن يضر آخر بأبشع الطرق..؟ كم ظل من وقت حتى ينسلخ من إنسانيته حتى يصل إلى هذه المرحلة من الشيطانية..؟ ألا يستيقظ ضمير نائم فيقض مضجعه..؟ يُبكي مآقيه..؟ يحرق جوفه ندماً، يُذكره بعقاب الله العسير..؟ ألم يعلم أن حق الله يسقط ولكن حق العباد لا يسقط..!؟ ألم يفكر في أخيه المتضرر، أي همٍ يهبط عليه كما يهبط الليل على الكون؟ كم زوجةٍ افترقت عن زوجها؟ كم أم غاب عقلها وجنّت، كل أولئك حرموا أن يعيشوا الحياة كما ينبغي لأي إنسانٍ أن يعيشها؟؟ والسبب غير مبرر البتة! لعل "السحر" لا يقتصر على بلدٍ معين، بقدر ما هو ثقافة، ثقافة بشعة موردها الحقد والحسد، منبعها شيطاني بحت، أناس ماتت أفئدتهم ودُفنت في مقابر الشر، يحرسها إبليس الذي سيتبرأ يوماً فيقول خاسئاً "إني بريء منكم إني أخاف الله رب العالمين". إن الطرق لأولئك السحرة مبتورة، إلا طريق التوبة، توبة نصوحا قبل أن يُقلب السحر على الساحر، فيكون عذاب الله الشديد، طريق الندم إلى الله الخالق، فهو الخالق وهو الضار النافع، ولا يجرؤ مخلوق أن ينازعه ذاك الحكم وحاشاه.. أما طريقنا نحن، فهو بيّن جليّ، طريق الإيمان أن لا إله إلا الله، فهو المعطي والنافع، هو المنتقم والنافع والضار، هو الذي يقول كن فيكون، ويسير كل العالمين بمشيئته وقدرته، سبحانه. كل ذلك، مع الحرص على الأذكار في الصباح والمساء، ودوام الوضوء فهو سلاح المؤمن، والتمسك بالقرآن الكريم. اللهم احفظنا بحفظك، اللهم ارفع عن كل المتضررين من السحر والمس والعين، اللهم رب الناس أذهب البأس، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.