المعلم الملاحظ

من الغريب جدا أن تكون التعليمات في بعض المدارس الابتدائية إن لم تكن كلها للمعلم الملاحظ شرح وتفسير ما يصعب على الطالب في الاختبار والوقوف على نقاط الضعف لديه.. !. أيعقل طالب في الصف الرابع الابتدائي ولا يجيد القراءة ولا حتى الكتابة ويجب على المعلم الملاحظ شرح وتفسير الأسئلة له. !. أصبح بعض مديري المدارس يهتمون بالمستوى العام للمدرسة وتقييم المدرسة من قبل الوزارة على حساب العملية التعليمية والتحصيل الفعلي للطلاب. من بنود تقييم الوزارة للمدارس نسبة نجاح الطلاب في المدرسة.. مما جعل بعض المدارس تركز على تنجيح (تغشيش) الطلاب وخاصة في الابتدائي. أتذكر في أيامنا لم يكن عيبا ولا تقصيرا من المدرسة حينما نسمع أمام اسمها لم ينجح أحد ويعود ذلك لعدة عوامل أهمها تقصير الطلاب وعدم اجتهادهم.. أما اليوم يتم دفع المدرسة دفعا لتحقق أكبر عدد من الطلاب الناجحين. جناية كبيرة في حق الطالب الذي ينجح بتفوق وهو لا يعرف القراءة او الكتابة. افتح تويتر وستجد العجب العجاب من مسئولين وموظفين بارزين يكتبون بلغة عجيبة مضحكة مليئة بالأخطاء الإملائية ولا يمكن أن تصدق أنهم متعلمون ابدا.. وتلك كارثة بحق البلد.. وهنا يمكن أن نرجع السبب إلى الأساس الهش الذي بنى عليه التعليم الأولي.. للأسف يحاسب المعلم المراقب على عدم قيامه بمساعدة الطالب في الاختبار وتبسيط المعلومة له وبالتالي يتساوى الطالب المجتهد بالطالب الضعيف. !. نتمنى من الوزارة الاهتمام بملاحظات أولياء الأمور والأخذ باقتراحات الإعلاميين ولا أنسى الدور الكبير الذي كان معمولا به سابقا بأن يستضيف الوزير بعض الكتاب القطريين ويستشيرهم في ما يخص نبض الشارع في العملية التعليمية والاقتراحات التي يمكن أن يعطوها له وقد انعدمت تلك الأمور في الوقت الحالي وانعزل مسئولو التعليم في بروجهم العاجية وعدم تنازلهم لأخذ رأي واقتراحات أولياء الأمور والكتاب وأهل الخبرة من المعلمين.. أصبح أهم ما يشغل بعض المسؤولين في وزارة التعليم هي الاستعراض و(الشو) والمدح وأنه لا يوجد مثلهم بالدنيا.. أصبحت الوزارة تحرص على طول فترة التمدرس حتى ولو دون فائدة فنتج عنه كره الطلاب للمدرسة وكثرة (الحشو) المعلوماتي غير المدروس. وأصبحت نوعية المعلومات في المناهج أكبر من احتياج الطلاب في كل مرحلة وكأنه يجب عليه دراسة كل التخصصات الأدبية والعلمية قبل الجامعة.. فماذا بقي للجامعة..؟. ما يحدث داخل لجان الاختبار في بعض المدارس الابتدائية مهزلة فعلية على أرض الواقع وغيرت من مهام المعلم الملاحظ الذي كان يتأكد من حضور الطلاب للاختبار وكتابة أسمائهم في ورقة الإجابة والتأكد من عدد أوراق الإجابة عند التسليم. إلى أن أصبح هو من يحل الاختبار ولو بطريقة غير مباشرةً..!. أصبح المعلم الملاحظ يكلف بمهام تختلف تماما عن المكلف به رَسْمِيًّا من قبل الوزارة وغير مطبق فعليا في بعض المدارس وذلك حتى تضمن المدرسة التقييم العالي في ظل غض النظر من بعض موجهي المدارس لتلك الإدارات المدرسية. [email protected]