30 أكتوبر 2025

تسجيل

الفائزون

07 يونيو 2018

رمضان شهر الفوز والنجاح والفلاح فهنيئًا للفائزين المجتهدين من بداية الشهر المُجدِّين في العبادة والطاعة، هـؤلاء هم النجباء الأذكياء الذين عَلِموا قدر الوقت ومكانة الشهر الفضيل وعظمة الجائزة التي سينالها الفائزون في رمضان. هذه هي الجائزة الكبرى التي يتمناها كل مسلم، إنها المغفرة التامة من الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله — صلى الله عليه وسلم — قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛ متفق عليه. فهذا الحديث خير جائزة ومكافأة لكل الصائمين القائمين الفائزين في رمضان. ولا شك أن المغفرة غاية تشتاق إليها القلوب والأذهان، وله عدة طرق في رمضان يمكننا أن نحقق من خلالها هذه الغاية العظيمة. سبل المغفرة في رمضان السبيل الأول: الفضلُ العظيم لمَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، بأن الله يغفِرُ له ما تقدَّم مِن ذنبه، والمراد بالإيمان التصديقُ بوجوبِ صومه، والاعتقادُ بحقِّ فرضيته، والاحتساب طلبُ الثواب من الله تعالى. السبيل الثاني: من سبل المغفرة في رمضان قيامُ رمضان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله — صلى الله عليه وسلم — قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛ متفق عليه. السبيل الثالث: قيامُ ليلةِ القدر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله — صلى الله عليه وسلم — قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه. السبيل الرابع: اجتنابُ كبائرِ الذنوب، قال — صلى الله عليه وسلم —: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»؛ رواه مسلم. وكذلك التوبةُ إلى الله تعالى من جميع الذنوب واجبةٌ، وهي وظيفة العمر في رمضان وغيره، فينبغي على المسلم الحرصُ على التوبة وتجديدُها دائمًا، فقد كان النبي يتوب إلى الله دائمًا، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله — صلى الله عليه وسلم — يقول: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً». رواه البخاري. فهنيئًا لمن فاز برمضان وكانت البداية قوية والهمة عالية، ولا شك ستكون النهاية مبهرة لهؤلاء منذ اليوم الأول، وعزاؤنا لمن فرط وخسر ما انقضى من أيام رمضان أنه يمكنه أن يبادر ويرفع عنه غطاء الغفلة والتكاسل. هيا يمكننا وإياكم أن نلحق بركب الفائزين برمضان، إلى عالَم الحبِّ والإخاء، عالَم المجتهدين والمستغفرين، عالم الرِّقة والخشوع والذلة والخضوع، عالَم الحِرص والاستزادة، والتنعم بأنواع العبادة. إنهم التالون لكتاب الله، الراكعون الساجدون، المتأثرون الباكون، المتصدقون المنفقون، المتحدثون الناصحون، العاملون المخلصون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. مَن قال: إن أعمال الخير وقْفٌ على السَّلَف فقط؟ بل كلٌّ منَّا يمكنه الاستزادة من الخير والعودة إلى ركب الفائزين في رمضان، المهم هو الهمة العالية، والعزيمة القوية، والإقبال على الله بقلب مشتاق للقرب منه سبحانه. اللهم تقبل توبتنا وردنا إليك ردًّا جميلًا.