02 نوفمبر 2025
تسجيلإن الله سبحانه وتعالى فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم بما تدعو إليه من الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،لذلك يغتنم المسلم أيامه بالذكر والتعبد لله تعالى، فالرحمة صفة من صفات الله عز وجل وهذه الرحمة كاملة لا يصيبها العجز أو النقص كما هي الرحمة الموجودة في قلوب بعض البشر، وقد وسعت رحمة الله تعالى العباد في كل شيء ،فلم يعذب الله عز وجل المخطئين من دون أن يبيِن لهم طريق الصواب وطريق الخطأ، ثم يسلك الإنسان ما يشاء وبناء عليه تتم محاسبته، وقد كان هؤلاء الرسل والأنبياء رحيمين بالعباد ويدعونهم بالموعظة الحسنة بعيدا عن التعصب والكراهية والبغضاء، فإن الرسالة التي يحملها الأنبياء والرسل ما هي إلا رحمة من الله تعالى للعباد ،فمن آثار رحمة الله تعالى بعباده أن وعد الله تعالى عباده المخطئين بفتح باب التوبة لهم قبل غرغرة النفس، وقبل طلوع الشمس من مغربها، وهذا من رحمته عز وجل بعباده وإعطائهم الفرص لإنقاذ أنفسهم من عذاب جهنم. إن صور الرحمة كثيرة منها رحمة الله تعالى بعباده عندما ينزل لهم الغيث فتنمو النباتات وتحيا الكائنات الحية ،كما قسم الله تعالى اليوم ليلا ونهارا فالليل سكون وراحة والنهار نشاط وعمل واجتهاد، فمن يلجأ إلى رحمة الله تعالى ويقتنع بها، فإنها تغنيه عن رحمة كل من في السماوات والأرض، فرحمة الله أوسع وأشمل يشعر بها العبد حوله ومعه في كل مكان وفي كل زمان غير منقطعة ،كما أن العبد بذلك يسارِع إلى التقرب من الله عز وجل للفوز برحمته، التي إذا أرسلها الله لأحد فلا منقطع لها بينما إذا قطعها عن أحد فلا مرسل لها ؛ فيبقى العبد بين الرجاء والأمل ،فقد اختص الله تعالى نفسه بتسعة وتسعين جزءا من الرحمة ووزع جزءا واحدا من هذه الرحمة على جميع الخلق لتحقيق معنى الطاعة والقرب لله تعالى وهذا شهر كريم وموسم عظيم خصه الله على سائر الشهور بالتشريف والتكريم،وأنزل فيه القرآن وفرض صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو شهر البركات والخيرات شهر الرحمات التي ينزلها الله على عباده فيمنع غضبه عنهم ويحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم فرحمته سبقت غضبه وهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر الصدقات والإحسان، شهر تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ، شهر رمضان فضائله كثيرة فيجب علينا أن نستقبله بالرحمة والمودة والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات وعن كل ما يؤثر على صيامنا من اللهو واللغو والعبث وارتكاب المحرمات لذلك ينبغي علينا أن نستغل كل دقيقة منه بالإكثار من الأعمال الصالحة، كتلاوة القرآن والذكر والصلاة والصدقة والدعاء وسائر العبادات، فعلى كل مسلم الاستفادة من أيامه ولياليه والإكثار من الطاعات والعبادات، فالصيام جُنة ووقاية وله فوائد عديدة ومن هذه الفوائد إنماء الشخصية أي النضج وتحمل المسؤولية والراحة النفسية فإنه يعطي الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة النفسية ، و الصيام يدرب الإنسان على الصبر والتحمل وينمي قدرته على التحكم في الذات وإنه يخضع كل ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، وكل ذلك يتم بقوة الإيمان وتتجلى في رمضان أسمى غايات ضبط النفس وتربيتها، فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية ويحاول الابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومعاصٍ.