13 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا نصوم؟

07 يونيو 2016

للصوم فوائد عدة جل أن نحصيها فهو ينشط التقوى في القلوب والتي هي أساس سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ويخفف من وطأة هذا السور الطيني الذي يغلف أرواحنا ويقوي العزيمة والإرادة ويرقق القلوب ويزيد من قوة الجهاز المناعي هذا الجيش الذي يدافع عن مملكتنا الجسدية ويساعد الصوم على تخلص الجسم من السموم والفضلات ويساعد الغدد على أداء وظائفها ويريح الجهاز الهضمي من مشقة دامت لما يقرب من العام. ورد في الطب النبوي للذهبي ص62 "أن أخلاق النفس تابعة لمزاج البدن، فمتى كان البدن معتدلًا بين الجوع والشبع والنوم واليقظة واعتاد لذلك، كانت النفس نشيطة خفيفة راغبة في الخيرات، ومتى حصل إفراط أو تفريط كانت النفس منحرفة بحسبه". ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء ًشرًا من بطنه، حَسبُ ابن آدم لُقيمات يُقِمْن صُلبه، فإن كان فاعلًا لامحالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم – (رواه الترمذي) إذن ما يحتاجه الإنسان من طعام يقيم صلبه هو فقط بعض اللقيمات فإن أصر أن يزيد فليأكل في ثلث بطنه فقط ويترك الثلث الآخر للماء أما الثلث الأخير فللنفَس. لقد روى المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا خلون من الزمان ويأتي الطب الحديث ليكتشف أهمية الالتزام بتعاليم السنة المطهرة بشكل عام وهذا الحديث الشريف بشكل خاص فأغلب الأمراض سببها ملء البطن بالطعام، وضعف الهمة وخور العزيمة سببها أيضًا بطن ممتلئ عن آخره بالطعام عندما أقرأ في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام يذهلني كم الإنجازات الرائعة التي حققوها في زمن وجيز وأحاول أن أجد تفسيرا لذلك! نعم هم خير القرون كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوا مع أعظم إنسان بل أعظم رسول عرفته الإنسانية فكانوا ينهلون من نوره فمن عاش مع النور ليس كمن سمع أو قرأ عنه صلى الله عليه وسلم. لقد كان عليه السلام وصحابته رضوان الله عليهم يطوون الأيام الطوال من دون طعام وكانوا يربطون الحجارة على بطونهم من شدة الجوع ومع ذلك تجد أنهم حققوا انتصارات عظيمة ونجاحًا منقطع النظير في كل مجالات الحياة والعجيب أن كثيرا من الغزوات والفتوحات الإسلامية التي انتصر فيها المسلمون كانت في رمضان بدءًا من غزوة بدر ثم فتح مكة وموقعتي اليرموك والقادسية وعين جالوت وحطين حين انتصر صلاح الدين على الصليبين. وإذا كنا نتوق ليوم كيوم بدر أو حطين فلنعد إلى تعاليم الله تعالى ولنتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم من رمضان دروسًا تظل معنا لآخر عمرنا نحقق بها نصرًا مؤزرًا بمشيئة الله تعالى وكل عام وأنتم بخير.