13 سبتمبر 2025
تسجيلقالت الأنباء إن الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح وحلفاءهم والرئاسة اليمنية قد وافقوا على حضور مؤتمر دولي بشأن اليمن يعقد في جنيف في الرابع عشر من هذا الشهر تحت نظر الأسرة الدولية. يذكر أن أنباء كان قد تم تداولها في الشهر الماضي تحدثت عن إرسال المخلوع صالح مندوبين من عنده إلى أكثر من عاصمة يطلب وساطات عاجلة تهيئ خروجا آمنا له ولأسرته مع رفع الحظر عن أمواله وأموال ابنه وأسرته التي نهبها من أموال الشعب اليمني على مدى عقود.وقالت تلك الأنباء إن الجهات التي طلب الرئيس المخلوع وساطتها أشاحت بوجهها عنه وقالت له لا، بالفم المليان. ويبدو أن القيادات الخليجية تحديدا لم تعد قادرة على أن تثق في شخص سبق أن قدمت له طوق النجاة أكثر من مرة. ولكن هذا الشخص المعتل أخلاقيا كافأها بالغدر والخيانة في كل مرة، لقد سبق للقادة الخليجيين أن غفروا للمخلوع صالح تأييده الغادر لصدام حسين في غزوه للكويت على أمل أن يصلح من عثراته في قابل الأيام ويعود إلى رشده المفقود. بل إن القادة الخليجيين عادوا وأنقذوه من براثن ثورة شعبية عارمة كانت على وشك أن تقضي عليه وعلى أسرته وعلى أتباعه في محرقة قد لا تبقي ولا تذر، كاد هو شخصيا أن يكون أول ضحاياها لولا بقية من أيام في عمره لم تنقض. لقد توسط القادة الخليجيون يومها، وبصبر وأناة معهودة فيهم، توسطوا بين الأطراف اليمنية وأخرجوا ما عرف بالمبادرة الخليجية التي هدأت الأوضاع المائجة في اليمن، وحفظت لليمن أمنها ووحدتها، وللمخلوع وأسرته ولكبار مساعديه أرواحهم وكرامتهم وبقية من موطئ قدم في السلطة لبعض أتباعه الأقربين وخاصته. كانت التسوية التي اجتزأها القادة الخليجيون في اليمن رحمة كبرى مقارنة بما حدث في بلدان الربيع العربي التي انتهى قادتها بين قتيل ومسجون ومطارد. غير أن المخلوع عضّ الأيادي التي مدت إليه في ساعة الضيق واليأس وأنقذته من هلاك وشيك. الشعب اليمني بدا يومها سعيدا وقابلا بالترتيبات التي أخرجها له إخوانه قادة الخليج. ولم يخطر بباله أن رئيسه المخلوع يمكن أن يضمر شرا مستطيرا بالحجم الذي يصل حد التخطيط لتدمير بلده وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتدمير قدراتها العسكرية وإشاعة فوضى عارمة كانت كفيلة بأن تمحو صورة اليمن المتحد المستقل من الوجود مع ما يمكن أن يحدثه ذلك من زلزال يقضي على أمن المنطقة بصورة عامة وأمن دول الخليج بصورة خاصة. لقد تعدى حقد الرجل كل الحدود، وأخذ يتواطأ مع أعداء اليمن وأعداء شعوب المنطقة في الداخل والخارج، والعمل معهم على تفتيت أجهزة الدولة القومية العسكرية والأمنية وجعلها مسخرة في نظر القريب والبعيد مما هدد، ليس فقط أمن اليمن وشعبها، ولكن هدد أمن الجيران والسلم الإقليمي والدولي على حد سواء. لا أحد يرفض مساعي السلام من أي جهة جاءت، ولكن على جميع الساعين للسلام أن يحذروا ألاعيب ثعلب المكر والخديعة. إن عاصفة الحزم التي أجبرت حلف صالح أن يأتوا إلى جنيف وهم صاغرون يجب أن تكتب السطر الأخير في حياة المخلوع صالح السياسية. فبقاء هذا الفاسد المخادع يوما واحدا على ظهر البسيطة اليمنية هو بقاء لشقاء الشعب اليمني وبقاء لمكامن الخطر على اليمن وجيرانه.