الدولة التي استفزت العالم

قصف الطيران، تشتيت اشلاء الناس، هد المباني على ساكنيها، فمنهم من طمرته الانقاض ومنهم من برزت اعضاؤهم خارج المبني، القناصة يعتلون البنايات يرجمون بالرصاص كل عابر حتى ملأت الجثث الطرقات وصارت مبذولة لجوارح الطير وكواسر الثدييات. تخصص اليهود في تأجبج مشاعر وغضب الناس حول العالم باستهداف الرضع والصبيان والفتيات من اهل غزة الصابرة. ما هو ذنب الطفلة لين يس ذات الاربع سنوات التي نزحت من بيتها في شمال غزة الى حي الزهور في مدينة رفح خوفا من الطيران، فلحقوا بها هناك وامطروا منزل اسرتها حمما فأبادوهم جميعا وفيهم لين التي لم تدرك ما هذا ولماذا؟ كرر العدوان فعلته النكراء المستبشعة مع الطفلة الاء قدوم ذات الخمس سنوات فجعلها هشيما تذروه الرياح. لقد شاهد العالم كيف يرتجف اطفال غزة هلعا وجوعا ذائغي العيون في منظر تتقطع له نياط القلب حسرة ثم ترجمهم الطائرات بشواظ من النار حتى يتناثروا اربا اربا. كذلك الطفلة جنى مجدي زكارنة التي صعدت الى سطح منزلها لاحضار قطتها فلحقها مدفع هاون ارداها وقطتها جثثا لا حراك بها. لقد قتلت اسرائيل خمسة وثلاثين الفا واصابت سبعة وسبعين الفا ولكن فات عليها انها استفزت ثلثي سكان العالم الذين اصبحوا في بلبلة من امرهم تنتابهم الدهشة صباح مساء في الذي يحدث ولماذا يحدث وكيف ذلك؟ لا اعتقد ان لإسرائيل مخرجا من هذه الورطة سوى الهجرة الى كوكب اخر. هل تسامحكم امراة جعلتموها ارملة بقتل زوجها وثكلى بفقد ابنائها؟ هل سيغفر لكم جيل قتلتم مرضاه داخل المستشفيات بما فيهم الحوامل والمرضعات؟ هل تعتقدون ان اغتيال ثلاثة ابناء للزعيم اسماعيل هنية سيجعل حياتكم سعيدة وعيشكم كريم؟ هل سيخرج اهل غزة من بيوتهم ويهدونها للمستوطنين الذين لا يعلم احد من اين جاؤوا؟ هل ذلكم واهاناتكم لشيوخ ونساء غزة سيجعلكم في مأمن من ابنائهم الذين يتربصون بكم الدوائر؟ ولا ننسى الآلاف المحجوزة في سراديب السجون من ابناء فلسطين والذين يأكلون بالاذن وينامون بالاذن ويتنفسون بالاذن. اذكر جيدا منظر الاباء والامهات الذين وقفوا على جنازة ابنائهم وبناتهم وقد كان شيئا فوق احتمال البشر بكثير، التعازي لكل اهل غزة وشرفاء العالم الذين ساندوهم في محنتهم هذه.