13 سبتمبر 2025

تسجيل

حفظ اللسان

07 مايو 2019

قد أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية حفظ اللسان كواحد من أهم الأعضاء في الجسم والذي يساهم في تحديد مصير الإنسان في الآخرة، فإما جنة يسعد فيها كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ يَضْمَنُ لِي مَا بَيْنَ لحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ أَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ)). وإما نار يتعذب فيها والعياذ بالله، فقد سأل معاذ بن جبل الحبيب عليه الصلاة والسلام فقال «يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((ثكلتك أمك!! وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)). كما أن المسلم لا يكون مسلمًا حقًّا حتى يكفَّ لسانَه عن الناس كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده)). فسلامة الإنسان إذن في حفظ اللسان الذي يحميه من الزلل والخطأ وينجيه من المهالك، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله: ما النجاة؟ فقال: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك)). وحفظ اللسان معناه صونه من المحرمات والفواحش، والكلام السيئ، والسخرية، والغيبة، والنميمة، والكذب، وقول الزور، واللغو، وسب الناس... وغيرها من آفات اللسان وزلاته. ومن المؤكد أن حفظ اللسان ضروري في شهر رمضان المبارك حتى لا نخرق صيامنا ونفسد طاعتنا من جهةٍ، وحتى نتعوَّد على ضبطه والتحكم فيه فيما بعد رمضان. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)). وقال الفاروق عمر رضي الله عنه: «ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو». وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللِه واليومِ الآخِرِ فليَقُلْ خيرًا أو ليَصمُت)). وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان على الصفا يلبي ويقول: «يا لسان قل خيرًا تغنم، واسكت عن الشر تسلم، من قبل أن تندم». فيجب علينا أن نتقي الله في ألسنتنا ونحفظها، فإن كلَّ ما يصدر عنها مسجل علينا وسنحاسب عليه يوم القيامة؛ مصداقا لقوله سبحانه: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. وعلينا أن نغتنم رمضان شهر القرآن كي نتمرن على حفظ ألسنتنا وتهذيبها كي لا تنطق إلا بما يُرضي الرحمن. فاللهم احفظ ألسنتنا بحفظك ورَطِّبها بذِكْرك يا رب العالمين.