19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "ورقة هان تسليني على طول الزمان" هكذا طلبت "الأميرة" من "أبيها" الملك في إحدى أشهر "حواديت" طفولتنا، و"الحواديت" كانت وسيلة الترفيه الأكثر أهمية بالنسبة للأطفال، حتى ما قبل انفجار الفضائيات، وكانت "كنز الجدات" الذي يغترفن منه كل ليلة ويملأن قلوبنا حبورا.ونسأل عن "ورقة هان" هذه وما قيمتها؟ فتأتي الإجابة: هي ورقة عجيبة، فيها كل القصص بأشخاصها، وفيها كل حوادث التاريخ بأبطالها، تفتحها فيظهر لك الحدث الذي تريد، وتتابعه في عرض بالصوت والصورة فريد، وإن أردت أن تقرأه مكتوبا فحسب، من دون تشخيص، فلا بأس. والأعجب أنها وسيلة اتصال ـ مرئي ومسموع ـ مع أي شخص، حيثما كان، وتلك بعض العجائب التي لا تنقضي في "ورقة هان". ثم ماذا؟ تقول القصة إن الملك احتار كيف يلبي طلب ابنته، فورقة "هان" دونها الوحوش والجان، والسحرة والغيلان، ولما طال به الأمد، أعلن أن الورقة هي "مهر" الأميرة الجميلة، من جاء يها تزوجها. ومن يمكن أن يأتي بها غير "الشاطر حسن" الذي تختتم القصة بزواجه من الأميرة، ليعيشا في "ثبات ونبات" وينجبا الصبيان والبنات. وتقول الجدة الراوية إنها كانت هناك وحضرت العرس، ولولا الملام لملأت جيوبها من حلواه لنتذوقها كما فعلت هي.تمر الأيام ولا نظفر بالحلوى، لكن المدهش أننا نحصل على "ورقة هان"، وأنها لا تكتفي بأن "تسلينا على طول الزمان" بل تصبح أداة العمل والتواصل التي لا نستغني عنها.أحدثكم ـ طبعا ـ عن "الحاسوب، وعبقري البرمجيات "بيل غيتس" الذي جعله متاحا في كل بيت، ولم يكتف بهذا، بل وضع قطعة منه في كل جهاز وكل آلة، بحيث أصبحت العودة إلى ما قبل العصر الرقمي تعادل العودة إلى العصر الحجري."غيتس" ـ البالغ من العمر 58 عاما والأكثر ثراء في العالم بأموال بلغت قيمتها 79.9 مليار دولار ـ لا ينكر جهود من سبقوه، خاصة " أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي" الذي قدم في كتابه "الجبر والمقابلة" أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية، لتصبح "الخوارزميات" أساس "العالم الرقمي". ويبقى "غيتس" صاحب الفضل في ظهور "الحاسوب الشخصي" وإدخاله إلى كل بيت، ومكان عمل، وحتى إلى المقاهي وأماكن الترفيه والتسليه.برغم ذلك فإن أحدهم، في بداية القرن الجديد، انتظر "بيل غيتس" وفي يده "قالب حلوى" رماه في وجهه، احتجاجا على "العولمة"! ويومها قلت: إنه مشهد يجسد "نكران الجميل" وإن المحتج لو فكر قليلا لاكتشف أنه اتصل بمحل الحلوى عبر هاتف رقمي، وأن المحل تلقى طلبه ومرره عبر أحد برامج "بيل غيتس".المؤسف أن صاحبنا لم ير في "بيل غيتس" إلا رمزا للاستغلال، والمؤسف أكثر أن حلواه، التي رماها في وجهه، لم تكن من النوع الفاخر الذي منتنا به الجدات وهن يحكين لنا عن "ورقة هان" وعرس الأميرة والشاطر حسن.