12 سبتمبر 2025
تسجيلدخلت عملية عاصفة الحزم أسبوعها الثالث. ورغم القوة الجوية الكبيرة التي استهدفت بالقصف قواعد وتحصينات وتجمعات المليشيا الحوثية وقوات حليفها على عبد الله صالح، إلا أن المليشيا الحوثية مازالت تقاوم بشراسة وتصميم وتحدث المزيد من القتل والتدمير العشوائي في كل ما يصادفها في الطريق. فهاهي تستهدف المدنيين العزل بنيران الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات وصواريخ. وتستهدف بالتدمير والتخريب ما تبقى من مرافق الدولة في حالة من التحدي والجنون الذي لا تكاد نتيجته النهائية تغيب عن كل ذي عقل سليم إذا استثنينا المهووسين المذهبيين والقبليين والطائفيين من المجموعات التي سخَّرت نفوسها وعقولها بما لا مزيد عليه من الخبل لقوى ذات أجندات عابرة للحدود وللعقول. لن ينفع الركون إلى عالم الأحلام بتبدل عقول هدها سقم التشرذم الطائفي البغيض. وأفقدها القدرة على التمييز بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب حتى في الأمور المصيرية المتصلة ببقاء الأمم والأوطان. فبالرغم من حديث بعض المحللين العسكريين عن انكسار شوكة المقاومة الحوثية تحت قوة القصف الجوي المركز، إلا أن هذه المليشيا ما زالت تقاتل وتقدم مئات الضحايا بلا قضية وبلا مقابل. نعم، إنها تقاتل بإمكانيات دولة لديها عتاد كثير من الأسلحة الثقيلة. ولديها مقدرات على استعمال هذا العتاد الحربي المتطور بما يفوق قدراتها الخاصة وقدرات حليفها الحالي الرئيس المخلوع على عبد الله صالح. الأمر الذي يثبت الاتهام المباشر ضد الدولة الجارة المسلمة التي لم تثنها الأخوة الإسلامية والعقدية عن إلحاق الأذى بجيرانها وإخوانها في العقيدة. إن الذين رفعوا شعار (الجمهورية الإسلامية) بالأمس يجب أن يتواروا خجلا بعد أن بدل إلى شعار الامبراطورية الإيرانية التي تعيد أمجادها القديمة عن طريق زعزعة استقرار جيرانها المسلمين وزرع الفتن بينهم في مسعى لا يختلف عما يقوم به (الشيطان الأكبر) من تأجيج الاحتقانات العرقية والطائفية والثقافية والقبلية بين مكونات الأمم عملا بسياسة فرق تسد، ذلك الإرث الاستعماري البغيض. لقد خرَّبت إيران علاقاتها بجوارها العربي الإسلامي مع سبق الإصرار عندما بدأت بغزو واحتلال ثلاث جزر عربية تابعة لدولة الإمارا ت العربية المتحدة لحظة إعلان مولد الدولة العربية الجديدة. ولم تكتف بذلك. بل عمدت إلى زعزعة استقرار لبنان والعراق وسوريا وما زال الحبل على الغارب. مع الأسف الشديد ضاع حلم المسلمين في إيران الجمهورية الإسلامية الشقيقة التي ترعى في جيرانها وأشقائها المسلمين العرب إلاًّ وذمة. وتقاسمهم السراء والضراء. حلم صيف قصير وذهب مع الريح.