11 سبتمبر 2025

تسجيل

تهديدات الحشد العراقي لدول الخليج العربي

07 مارس 2016

لم يكن الأمر مجرد مصادفة!، كما أنه ليس مجرد استعراض فظ لعضلات اللسان!، فالتهديد المبطن الذي أطلقه نائب القائد العام لما يسمى بالحشد الشعبي العراقي، وهو الإرهابي الدولي المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في دولة الكويت، والمطلوب للأمريكان أيضا، لدول الخليج يحمل معاني وصيغ لتطورات مستقبلية محتملة، فقد أعلن المدعو جمال جعفر محمد الشهير بأبي مهدي المهندس، أن قوات الحشد على استعداد لنقل المعركة لخارج العراق إن طلب منها ذلك!!، وتعبير خارج العراق يعني أساسا استهداف الحدود السعودية ردا على الدور السعودي والخليجي في اعتبار حزب الله اللبناني والمجاميع والقيادات التابعة له أو المنبثقة منه مجاميع إرهابية دولية!!. وطبعا المهندس وقيادته العليا التي تسيره وتحدد محاور تحركاته وتصريحاته يعلم علم اليقين بأنه أحد الأطراف المصنفة إرهابية قبل قرار مجلس التعاون الخليجي بسنوات طويلة!، فالمهندس هو مهندس أكبر الأعمال الإرهابية التي هزت الكويت والخليج العربي في يوم 12/12/1983 حينما اقتحم انتحاري عراقي مبنى السفارة الأمريكية في الكويت بشاحنة مفخخة وبشكل متزامن مع انفجارات لأهداف ومنشآت وطنية كويتية أخرى، هرب قبلها بساعات المهندس من الكويت نحو إيران التي بقي فيها حتى احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة ليعود لبغداد ويدخل مجلس النواب بدورته الأولى عام 2005 قبل أن يهرب ويتوارى عن الأنظار لملاحقة القوات الأمريكية له!!، ثم يعود بعد انسحاب القوات الأمريكية. وبعد سيطرة تنظيم الدولة على مدن ومناطق عراقية دخل المهندس ضمن صفوف الحرس الثوري الإيراني للعراق، ثم جاءت حكاية تأسيس الحشد الطائفي والجهاد الكفائي ليتحول الإرهابي المخضرم لجنرال تعترف به حكومة المنطقة الخضراء ويحمل بطاقة توصية وحتى حصانة من الجنرال قاسم سليماني قائد المعارك الإيرانية في الشام والعراق واليمن!، والمهندس عندما يهدد بنقل المعركة لخارج الحدود العراقية فهو إنما ينقل رسالة تهديد وترويع إيرانية لن تخيف أحدا بالمرة!، خصوصا إذا ما علمنا بأن قوات الحشد مجرد حالة استعراضية من الناحية القتالية، فلولا الجهد القوي لطيران التحالف وللأباتشي على وجه التحديد لما تسنى للحشد الصمود بل لارتفعت راية داعش فوق بغداد!، أي أن تهديدات المهندس بائسة وهلامية وتعبر عن إفلاس فكري وقيمي وسلوكي وتدخل ضمن إطار الحرب النفسية التي يعانون هم من تبعاتها ونتائجها وليس دول مجلس التعاون الخليجي التي تخوض اليوم حربا وقائية لتجنيب شعوب المنطقة ويلات الفتن والمعارك المتنقلة التي يحاولون من خلالها اختراق المجتمعات الخليجية الآمنة المسالمة الساعية والعاملة من أجل الخير والبناء والتنمية البشرية وردم هوة التخلف الحضاري عبر المزيد من عمليات التطوير والتعليم.حزب الله بعد أن انكشفت جميع أوراقه وتعرى حتى من ورقة التوت لا يمتلك من خيارات سوى تصعيد المواجهة عبر أسلوب التخويف والابتزاز الذي انتهى زمنه وأضحى من الماضي، وبكل تأكيد فإن رعاية الإرهاب وتدبير المؤامرات وإثارة الفتن والأحقاد هو تخصص معروف للجماعات الإرهابية التي تعيش على البضاعة الطائفية الكاسدة، وانتظار أبو مهدي لأوامر التحرك من طرف لم يحدده! ولكنه معروف للجميع لا يخفي حقيقة الانهيار الداخلي الذي يعيشه أهل الإرهاب في مواجهة أعاصير عاصفة الحزم التي أجهضت مخططات تقسيمية سوداء كانت تهدف لإحراق المنطقة بنيران الفتنة الهوجاء!، ومن يحاول اللعب بأمن شعوب ودول المنطقة من عناصر الإرهاب الدولي المرصودة والمعروفة فهو إنما يحارب طواحين الهواء ويقرب ساعات نهايته، فالمواجهة باتت صريحة وواضحة بين قوى التقدم والحرية، وقوى الدمار والتمزق. وإذا كان حزب الله اللبناني يصرخ ويصعد ويهدد بأنه سينتقم في الساحتين السورية واليمنية، فإن أشباهه وحلفاءه في العراق يسيرون على نهجه الخاطئ وهو ما سيعجل برحيلهم عن مسرح الأحداث، كل التهديدات مرفوضة ومردودة على أصحابها، فمن استل سيف البغي قتل به.. والعاقبة للأحرار والمتقين، أما أحلام الخائبين والمهزومين فهي مجرد فاصلة عابرة في صراع تاريخي يدور في الشرق القديم تم حسم ملفاته بالكامل لصالح قوى الحرية والخير.ولا عزاء للإرهابيين الذين يصعدون للهاوية بحماقاتهم!.