14 سبتمبر 2025

تسجيل

الآباء ودراسة أبنائهم

07 فبراير 2016

مع عودة آلاف التلاميذ إلى مقاعد الدراسة بعد إجازة ليست بالقصيرة، يكون نظام حياتهم قد تأثر، سواء في مواعيد نومهم واستيقاظهم أو في قدرتهم على التحصيل بيقظة وانتباه بعد انقطاع، أثناء فترة الإجازة، وكذلك النقطة المهمة، والتي تؤثر على ذلك التحصيل، وأعني بها تأثير الأهل والآباء على القدرة التحصيلية لأبنائهم إيجاباً أو سلباً. حيث تشير الدراسات والإحصاءات العربية منها والأجنبية إلى أن مستوى تحصيل الوالدين من الأساس له تأثير في تحصيل الأبناء وأن الأسر التي تسود بين أفرادها علاقات تعاون وتفاهم تشرك أبناءها في اتخاذ القرارات الأسرية وخاصة في مستقبلهم الدراسي، فالأسرة من خلال مركزها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ونظرتها للحياة ونمط معيشتها وبنائها والعلاقات السائدة بين أفرادها تؤثر إيجاباً أو سلباً على تحصيل الأبناء الدراسي من خلال ما توفره من استقرار نفسي واجتماعي وإمكانات مادية لهم، ومن خلال وجوده في المجتمع وخبرته به، إنه بالإضافة إلى الدلائل والبراهين العلمية التي توصلت إليها الدراسات والأبحاث التي قام بها باحثون عرب وأجانب أكدت مدى تأثير الأسر المتعلمة على تعليم الأبناء، حيث إن أغلب الأسر المتعلمة أبناؤها متعلمون. أيضا نقطة أخرى مهمة، حيث حذرت دراسة طبية من تأثر الأطفال مما يعانيه أولياء أمورهم من مشاكل نفسية ونوبات اكتئاب، لتلقي هذه الحالات النفسية بظلالها على مستوى تحصيلهم الدراسي. ووجد الباحثون أن المراهقين في السويد قد سجلوا درجات منخفضة خلال السنة النهائية في حال معاناة أولياء أمورهم أو أحد منهم من نوبات اكتئاب أو مشكلات نفسية. وأوضح "بريان لي" أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية "دورنيسف" في فيلادفيا، أن الفارق في الدرجات كان ملحوظا ولكن ليس كبيراً، إلا أنه لوحظ أن الطلاب الذين تدنت معدلات تحصيلهم الدراسي عانى أحد أولياء أمورهم من نوبات اكتئاب ومشكلات نفسية، مشدداً على أن الاكتئاب هو مرض اجتماعي، لا يؤثر على المريض فقط، بل على علاقاته الأسرية والخاصة بالمريض، لتشمل أطفاله وأداءهم الأكاديمي. وكانت الدراسة التي أجريت على علاقة اكتئاب أولياء الأمور بمستوى التحصيل الدراسي لأبنائهم - والتي نشرت في العدد الأخير من مجلة "جاما" الطبية - قد أشارت إلى وجود علاقة وثيقة بين اكتئاب الآباء وتحصيل أطفالهم في ظل الدراسة التي أجريت على تحليل بيانات أكثر من 1,1 مليون طفل ولدوا في السويد بين عامي 1984 و 1994. ومما سبق، يتأكد أن عملية النجاح والتفوق الدراسي ليست مسؤولية المدرسة والمعلم والكتاب المدرسي وحسب، وإنما هناك دور حقيقي وهام للأسرة يجب ألا يغفله أي باحث أو مهمتم بالعملية التعليمية وسبل تطويرها وتحديثها. وأخيراً، رسالة إلى كل أولياء الأمور أن يشاركوا أبناءهم في مناقشتهم حول همومهم المدرسية، سواء مع المعلمين أو زملائهم، وخاصة عند عودتهم للمنازل، فالتواصل والمناقشات والتحاور وسائل ذات تأثير إيجابي وناجع في تفوق أبنائهم، كما أنه يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويزيل حاجز الخوف لديهم، مما يكون دافعاً لتقدمهم وزيادة تحصيلهم الدراسي، عدتم الى مقاعدكم الدراسية والعود أحمد، وأتمنى كل التوفيق والنجاح لأبنائنا الطلاب وسلامتكم.