14 سبتمبر 2025
تسجيل* نتوقف اليوم عند الوزير العاشق ابن زيدون الذي قال لمحبوبته ولادة بنت المستكفي عندما التقى بها: وَدَّعَ الصَّبْرَ مُحبٌّ وَدَّعَكْذَائِعٌ من سِرِّهِ ما اسْتَوْدََعَكْيَقْرَعُ السِّنَّ على أَنْ لم يَكُنزادَني تلكَ الخُطَى إِذْ شَيَّعَكْيا أَخَا البَدرِ سَنَاءً وَسَنَىحَفِظَ اللهُ زَماناً أَطْلَعَكْإِنْ يَطُلْ بَعْدَكَ ليلي فَلَكَمْبِتُّ أَشكُو قِصَرَ اللَّيلِ مَعَكْ * وهو القائل أيضاً:أَقولُ لمَّا طَارَ عَنِّي الكَرَىقَوْلَ مُعَنَّى قَلْبُهُ هائِمُيا نائماً أَيْقَظَني حُبُّهُهَبْ لي رُقاداً أَيها النَّائِمُ * ونتأمل قليلاً في قول أبي العتاهية:أَمْسَى بِبَغدادَ ظَبيٌ لستُ أَذْكُرهُإلاَّ بَكَيتُ إذا ما ذِكره خَطَراإنَّ المُحِبَّ إذا شَطَّت منازلهعن الحبيبِ بَكَى أَوْ حَنَّ أَوْ ذَكَراياربَّ ليلٍ طويل بِتُّ أَرْقبُهُحتى أضاءَ عمودُ الصُّبحِ فانفجراما كنتُ أَحسبُ إلاَّ مُذْ عرفتكمأَنَّ المَضاجِعَ مما يُنْبِتُ الإِبَراوالليلُ أَطولُ من يومِ الحِسابِ علىعينِ الشَّجِيِّ إذا ما نَوْمُهُ نَفَرا * ونعود إلى الشاعر بشار بن برد الذي جفاه النوم في الليل فقال:لم يَطُلْ ليلي ولكن لم أَنَمْونَفَى عنِّي الكَرَى طَيفٌ أَلَمْوإذا قلتُ لها جُودي لناخَرَجَتْ بالصَّمتِ عن لا وَنَعَمْنَفِّسي يا عَبدَ عنِّي واعلميأَنَّني يا عبدَ من لحمٍ وَدَمْإِنَّ في بُرْدَيَّ جِسماً ناحلاًلو تَوَكَأْتِ عليهِ لا نْهَدَمْ * ولنستمع إلى الشاعر حندج بن حندج الذي يصف لنا ليله الطويل قائلاً:في ليلِ صُولٍ تَنَاهَى العَرضُ والطُّولُكأنَّما ليلهُ بالليلِ مَوْصُولُلا فَارَقَ الصَّبح كفي إنْ ظَفرتُ بِهِوإنْ بَدَت غرةٌ منهُ وتَحجيلُلساهرٍ طالَ في صَولٍ تَملمُلهكأنَّهُ حَيَّةٌ بالسَّوطِ مَقتولُمتى أَرَى الصُّبحَ قد لاحَتْ مخائلهُوالليل قد مُزِّقَتْ عنهَ السَّرابيلُ؟لَيلٌ تَحيَّرَ ما يَنْحَطُّ في جِهَةٍكأنَّهُ فَوقَ متنِ الأَرضِ مَشكُولُنُجومهُ رُكَّدٌ ليست بزائِلةٍكأنَّما هُنَّ في الجَوِّ القَناديلُ * وقال أحدهم:أَلا هَلْ على الليلِ الطَّويلِ مُعينُإذا نَزَحَتْ دارٌ وَحَنَّ حَزينُ؟أُكابِدُ هذا الليل حتى كأنَّماعلى نَجمهِ أَنْ لا يَغورَ يَمينُوسلامتكم ...