17 سبتمبر 2025

تسجيل

التفاصيل الصغيرة

07 يناير 2014

اهتم كثيراً بالتفاصيل الصغيرة مهما كانت بسيطة وغير مهمة عند البعض، فأجلس أحياناً بالساعات في المحلات فقط لأختار الأحذية الملونة التي أحبها، وأعشق التعمق في شراء كوب القهوة الذي سأشرب منه .. وأشتري الأقلام التي تحمل أعلام دول أحبها أو فريق أشجعه .. أعشق اختيار كل الأشياء التي سأستعملها بدقة، فحتى ميداليات المفاتيح تشغل بالي قبل شرائها .. فأنا لا أنتظر قدوم الأشياء الكبيرة لأستمتع بها، بل استمتع بجمال الأشياء الصغيرة واهتم بتفاصيلها وأحرص على جمال كل شيء يدخل حياتي مهما كان بمنتهى البساطة والصغر. يستعجل البعض في اختيار نوع القهوة التي سيشربها، ويختار ملابسه بسرعة، ويهمل التفاصيل الصغيرة اعتقاداً منه بأنها غير مهمة حتى تأخذ من وقتنا وتفكيرنا، ولا يعلم أنها تتراكم لتصنع أجمل الأشياء في حياتنا. كانت أفنان الباتل تعيش حياتها بالتفاصيل الدقيقة، فتشارك متابعيها بإنستغرام بوجبة غدائها، وفيلمها الذي تشاهده، وجلستها مع عائلتها .. حتى وصلت إلى مليون متابع يهتم بهذه التفاصيل، وانهالت عليها عروض الإعلانات التي لا تقل تكلفتها عن ٢٠٠٠ ريال لكل إعلان، فأصبحت تعيش تفاصيل حياتها، التي أيضاً أصبحت مصدر دخل لها، ووسيلة للتعرف على من يشابهونها بالأشياء التي تحبها. متابعة الكثير لها توضح مدى اهتمام الناس بالتفاصيل حتى يشعروا أن من يتابعونهم يشابهونهم تفاصيلهم، فالتفاصيل رغم صغرها تجعلنا نهتم بالأشخاص الذين يشابهوننا، فنرى أنفسنا نحب الحديث مع من يحب كُتابنا المفضلين أو فريقنا المفضل أو يحبون نفس المقهى الذي نعشق الجلوس فيه. قرأت جملة جميلة في "تويتر" للكاتب بدر صابر يقول فيها: (يابنيّ، لا تشرب قهوتك في عجالة، ولا تستمع لأغنيتك المفضلة بصوت منخفض، ولا توقف فيلمك في منتصفه مهما كانت الأسباب) فاستمتع بحياتك ولا تقلل من أهمية التفاصيل الصغيرة، فهي مثل مكعبات السكر، صغيرة جداً ولكنها تضيف نكهة لذيذة إلى قهوتنا، وهكذا هي التفاصيل .. تزيد من جمال حياتنا ويومنا وأشيائنا بوجودها فيها.