12 سبتمبر 2025

تسجيل

صناع القرار بالمنطقة يهمهم مثل هذه المؤتمرات !

06 ديسمبر 2015

لا شك أن اهتمام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدولة قطر، لطرح ملفات هامة في منطقة الخليج والجزيرة العربية من خلال، منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي افتتح أمس بالدوحة، لهو من القضايا الأساسية لصناع القرار بالمنطقة، وهم بحاجة ماسة لمن يحدد لهم الإشكاليات القائمة وكيفية التحديات التي تواجه منطقة الخليج والجزيرة العربية، والتي تحتاج إلى حوارات ومناقشات من المهتمين والباحثين والخروج برؤى تعين أصحاب صناعة القرارـ إلى استشراف المستقبل لمواجهة السلبيات وتطويقها، لاسيما قضية التعليم والبيئة والمرأة وغيرها من القضايا التي سيناقشها المؤتمر، الذي ينعقد هذه الأيام في الدوحة من خلال (منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية). والواقع أن هذه القضايا تعتبر من أهم الموضوعات التي تحتاج إلى بحث مستفيض ومناقشات واسعة, وأهم هذه القضايا قضية (إصلاح التعليم)، وأثره وتأثيره على مجمل أوضاعنا في النهوض والتقدم والتنمية المستدامة.. فالتعليم هو المحور الذي تنعكس على أسسه كل قضايا الأخرى، سلبا أو إيجابا، فالارتقاء بالتعليم والتأهيل قضية أساسية وهامة في مسيرة دول المنطقة، وكل ما ننشده من أهداف ينطلق من التعليم، ومن بداياته التأسيسيةـ المرحلة الابتدائية ـ لأن أي بناء يحتاج إلى تأسيس، والتعليم العام في مرحلته الأولى، هو الذي يحقق لنا النجاح المأمول، ويبعدنا عن السلبيات التي قد نواجهها في هذه مسيرة أمتنا في توجهنا الحضاري والتنموي، وغيرها من الخطوات التي ننشدها في هذا الجانب. فإصلاح التعليم والنهوض به في كل المراحل، يبدأ من المراحل الأولى كما أشرنا، وهذا في اعتقادي هو الذي يرسي تعليما قويا وإبداعيا عند طلابنا، ويصحب الطالب في كل المراحل، ونحن نسمع كثيرا عن مشاكل في مستويات الطلاب في المراحل الثانوية والجامعية والتسرب وعدم مواصلة بعض الطلبة والطالبات للدراسة، ويعتقد البعض أنها كامنة في تلك المرحلة فقط، لكنني أعتقد أن الجانب الأكثر إعاقة في تعثر بعض الطلاب في هذه المرحلة، أو خلل في مستوياتهم الدراسية، يبدأ من المراحل الأولى في التعليم، صحيح أن هناك بعض من السلبيات في هذه المراحل العالية، بسب عدم كفاءة بعض الأساتذة، لكن مرحلة التأسيس هى المسئولة كثيرا جدا عن كل متاعب ومشاكل التعليم في منطقتنا، وإذا أردنا أن نحقق إصلاحا تعليميا خاليا من التعثرات والسلبيات، فعلينا أن نبدأ من المرحلة الابتدائية، فهو كما تقول الأمثال (مربط الفرس). كما أن التنمية المستدامة قضية محورية، وهذه التنمية أساسها التعليم الجيد، فالكثير من دول العالم تأخرت عن ركب التقدم والتنمية منذ القرن الماضي، لكنها الآن يشار إليها بالبنان من حيث التقدم والنهوض، بل أن هذه الدول أصبحت تنافس الدول الكبرى في التنمية المستدامة، والمنطلق الأساسي لهذا النهوض المتأخر هو التعليم، الذي انطلقت من خلاله للحاق بركب التقدم التقني والاقتصادي. ولاشك أن التراجع في مسار التعليم والتنمية المستدامة في بعض دول المنطقة في نتائج تقرير التنافسية العالمية 2015 ـ 2016،يجعل من المحتم من جهات الاختصاص في المجالات التي حددها التقرير ومنها التعليم والتدريب، إعادة النظر في سبب هذا التراجع، وهذا يدفعنا بقوة بان نعيد النظر في السياسات التي تجعل ترتيب بعض دول المنطقة متأخرا، مع أن ظروفها الاقتصادية الماضية، تجعل منها دول متقدمة في التنافسية العالمية، وهذا التراجع يزداد بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، ومن الحق أن بعض الدول تقدمت في مجال التعليم ، منها دولة قطر ، وهذا يبعث على الارتياح لما حققته في هذا الجانب المهم من مسيرتها التعليمية، ونأمل أن تحذو بقية دول المنطقة للوصول إلى هذا المستوى المتقدم، وهذا يحتاج وقفة واستشراف لما ينبغي على هذه الدول من تبني سياسات جديدة، ترفع من مستوى السلبيات، وتحوله إلى نجاح بعد المعرفة الشاملة لأسباب التراجعات، من خلال المعرفة العلمية والمنهجية التي كانت السبب في هذا التراجع، وهذا لن يكون ثابتا، إذا قمنا بمراجعة شاملة، وإشراك كل الجهات المتخصصة في التقييم، حتى نتعرف على مكامن هذا التراجع، ونعمل على تلافي الأخطاء والسلبيات، وهذا ما نحتاجه بخطى حثيثة وجادة لإصلاح التعليم، وتأسيس تنمية مستدامة.