14 سبتمبر 2025
تسجيلكما قلت سابقاً بأن بعض الشعراء أرسلوا الكتب إلى من يحبون، ومنهم من أرسل الرسل بالرسائل الشفوية، ومنهم من تلقى الرسائل من أحبابه فَكَرَّم الرسول الذي أتاه بالرسالة مثلما فعل الشاعر البهاء زهير المتوفى سنة 1258م، حيث قال: رسول الرضا أهلاً وسهلاً ومرحباحديثك ما أحلاه عندي وأطيباويا مهديا ممن أحب سلامهعليك سلام الله ما هبت الصباويا محسنا قد جاء من عند محسنٍويا طيبا أهدى من القول طيبالقد سرني ما قد سمعت من الرضاوقد هزني ذاك الحديث وأطرباوبشرت باليوم الذي فيه نلتقيألا إنه يومٌ يكون له نبافَعَرِّضْ إذا ما جزت بالبان والحمىوإيَّاكَ أن تنسى فتذكر زينباستكفيك من ذاك المسمى إشارةٌودعه مصوناً بالجمال محجبَاأشر لي بوصفٍ واحدٍ من صفاتهتكن مثل من سمَّى وكنَّى ولقَّبَاوزدني من ذاك الحديث لعلَّنيأصدق أمراً كنت فيه مكذباسأكتبُ مما قد جرى في عتابناكتاباً بدمعي للمحبينَ مذهباعجبت لطيف زار بالليل مضجعيوعاد ولم يشف الفؤاد المعذبافأوهمني أمراً وقلت لعلَّهرأى حالة لم يرضها فتجنَّباوما صدَّ عن أمرٍ مريبٍ وإنَّمارآني قتيلاً في الدجى فَتَهيَّبَا والبهاء زهير هو القائل أيضاً:قد أتاني من الحبيب رسولُورسولُ الحبيبِ عندي حبيبُ وله أيضاً في كتاب وصله من الأحباب:أكتاب من فاضلٍقال قولاً فاسهباأم أزاهير روضةٍفتقتها يد الصباقلت لما رأيتهمرحبا ثم مرحباثم لما قرأتههزَّ عطفي تطرُّباوتوهمت أنهرَدَّ لي رونق الصِّبَا وذات يوم أرسلت محبوبة البهاء زهير له تفاحة فقال في ذلك:فديت من أرسل تفاحةًإرسالها دلَّ على فطنتهوقصده أنِّي إذا ذقتهاتشتد أشواقي إلى رؤيتهفاللَّونُ من خَدَّيهِ والطَّعْمُ مِنْرِيقتِه والطِّيبُ من نَكْهَتِهْوسلامتكم...