12 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا نقلق على كراهية الإسلام؟!

06 ديسمبر 2014

الحوار بين الأديان لا يمكن أن يصل بنهايات متسامحة ما لم يكن مستمرا وجديا، فعامة الناس في أي دين غالبا ما يتعرضون لضغط عقدي متطرف ينتهي بهم إلى تشويش فكري ونفسي يرفض الآخر، ويكرهه، وحين ننظر في النفسية البشرية فإننا نجدها على قياس واحد، حيث تبدأ بفطرة لا تفرق بين كثير من المتغيرات وتبدو سمحة وسهلة في قبول الآخرين إلى أن يبدأ الضغط الذهني عليها بأفكار سلبية تبلور ذاتها العقدية وتجعلها رافضة وكارهة.أتوقف عند قلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من "التنامي السريع" لكراهية الإسلام، حين قال "كراهية الإسلام تشهد نموا خطيرا وسريعا. علينا أن نعمل معا ضد مصادر التهديد التي يشهدها عالمنا من تعصب وعنصرية وتفرقة" وذلك خلال لقاء جمعه بالبابا فرانشيسكو الذي دعا بدوره إلى ضرورة إجراء حوار بين الأديان الرئيسة التي تحمل قيما مشتركة.الفوبيا من الإسلام انتشرت على نطاق واسع عقب أحداث سبتمبر، ولكن في ذات الوقت فإن ذلك جعل الكثيرين يتفكرون في هذا الدين ودخلوه بالفعل رغم الهزة التي أحدثتها تلك العمليات التي لا نتردد في وصفها بالإرهابية لأن الدين لا يتعامل مع خصومه بهذه العدائية التي تستهدف الأبرياء، وعلى الجانب الآخر فإن المسيحية نفسها أظهرت جماعات متطرفة ارتكبت أبشع الجرائم بحق المسلمين الأبرياء.هذا التراوح في القتل والقتل المضاد والكراهية المتبادلة تخصم من رصيد أمن وسلام المجتمعات البشرية وتتطلب جهودا صادقة للمحافظة على الحوار كوسيلة فعالة في التقارب بين الأديان، وبالنسبة للإسلام فإنه دين متين ولا يحتاج لجهود سلبية من المتطرفين، وهو قادر على بلوغ العقول من خلال الحوار والأمن وليس عن طريق التفجيرات والقتل، ولذلك فإن المتطرفين يرسلون الرسائل الخاطئة عن حقيقة الدين ويؤخرون انضمام الآخرين إليه والاقتناع بآدابه وتعاليمه.كراهية الإسلام التي يقلق بشأنها أردوغان مرجعيتها إلى أولئك الذين يفجرون ويقتلون، ولكن رغم ذلك فإننا نطمئن إلى أن ديننا يغوص عميقا في وجدات الآخر، فهو أكثر الديانات نموا في العالم، لأنه يظل يمتلك قدرات مذهلة على تصحيح إيمان الناس ورفضهم لما تفعله قلة انحرفت عن منهجه ولا تمثل أصالته والوعي الكامن في تعاليمه التي تمنح المسلمين الرضا والشعوب بوجود الله في كل حركتهم وسكونهم.إعلامي سعودي*