15 سبتمبر 2025
تسجيلقد أثير بمقالي اليوم عدم الإعجاب فليس كل ما يقال يعجب الناس!.. لكنها وجهة نظر شخصية جداً واعذروني إن كنت اليوم سأتكلم عن رؤيتي أنا دون مبالاة بما يمكن أن يمثل وجهة نظر غيري أو أن يكون حديثي يعبر عن لسان الآخرين!!.. كما أنني أسبق كلامي بحقيقة تقول: إنني لا أقصد من حديثي أن أ ُقيّم الأقلام المحلية التي تتناول مختلف القضايا في صحفنا لأنني أعد نفسي من صغار الكاتبات وقلمي لا يمتلك جرأة التطاول على أقلام سبقته تعبيراً وإنشاءً وجمهوراً.. لكنني وبعد اطلاع مطول في كتابات بعض الأقلام لاحظت للأسف أن هناك من يبغي الشهرة وتسويق أفكاره لكن بصورة رخيصة ومكشوفة وهي (تناول بعض الرموز والشخصيات المؤثرة) في مجتمعنا، وكأنه بذلك يؤكد على جرأة نادرة بينما في الحقيقة هو فقير ولا يمتلك من أبجدية الكتابة المؤثرة شيئاً!.. فالمسألة ليست تصيد غلطة وزير أو خطأ مدير أو سهو من أحد رموز حكومتنا في أي مسألة تطرأ ويرى صاحب أو صاحبة هذا العمود أنها فرصة ليقال عنه: إنه الجريء الذي لا يشبهه أحد، وإنه استطاع بسحر الكلمات وليونة إدارة تحرير الصحيفة التي تريد هي الأخرى تسويقاً ورفع نسبة مبيعات نسخها، أن يقول ما يعجز أمثاله من الكتـّاب أن يقولوه!.. لا يا سادة.. تأكدوا أن الجميع يستطيع أن يكتب وبعض من يعجزون عن التعبير بالعربية الفصحى فهم على جرأة لأن يتحدثوا بعاميتهم وبكلام أتحدى أي كاتب أن يسطره بقلمه!.. ولذا فالذي يريد شهرة معقولة (مشروعة ونظيفة) لا يمكن أن يتصيد وزيراً يخطئ في قول أو فعل ليأتي هذا الكاتب ويضخم من المسألة على أمل أن يسارع من بيده التعيين والإزالة على تغيير الوزير!! وإثبات أن هذا القلم قد أتى بالذئب من ذيله، بينما هو في الحقيقة متعلق بغصن شجرة يتربص بضحيته وفي يده مسدس صوت إن لم يؤذها فهو يزعجها بالتأكيد، ولكنه الإزعاج الذي يمثل إزعاج ذبابة تحوم حول الأنوف، وكلكم تعرفون مصير هذا النوع من الذباب!!.. لأنني والله أستغرب من البعض الذي يكتب مقالاً وعندما تقرأ وتنتهي من (الغث) المكتوب تستغرب كيف قضيت وقتاً في قراءة تخريف شخصي لكاتب يريد المجد، بينما وسيلته بذلك اعوجاج عن الأدب.. فيجب حفظ مقامات بعض الشخصيات وفي نفس الوقت فأنا لست ضد النقد ومثلي معروف بالانتقاد، وبأنه لا شيء يعجبني رغم أني أتمنى دائماً أن أكون مهذبة في النقد!.. ولكني أرجو نقداً موضوعياً وأن يكون محل الخلاف ما يمكن أن يهم القارئ، ومن يعيش على ثرى هذا المجتمع، وأرفض أن يكون نقداً شخصياً يحمل من التجريح ما يمكن أن يغلب على الشيء الذي يجب التصريح فيه بأدب!!.. ربما تستغربون اتجاهي لموضوع مقال لا يشبه الاتجاه الذي عودتكم عليه دائماً، ولكنني بالفعل منعت نفسي كثيراً من الكتابة في هذا الشأن منذ أن كتب أحد (المهووسين بالشهرة الفارغة) عن أحد الوزراء وكيف يجهل مسك الشوكة والسكين وكأن المسألة عند هذا هو الاهتمام ببرستيج الوزير وليس عمله، وهذا يدل على فراغ الحجة لدى صاحب هذا القلم الذي تطاول في رأيي.. لكنه بلاشك لقي عقاباً بقدر سلاطة لسانه وبطريقته التي تندر بها الكثيرون ولايزالون يذكرونها في مجالسهم!.. انتقدوا واستصرخوا السطور بما يهم القارئ.. وبما يقوّم سلوك الآخرين وقولوا ما شئتم مادامت دائرة الحرية الصحفية، التي أعتبرها (مقننة لدينا وليست مفتوحة كما يحب الكثيرون أن يمتدحوها برشة جريئة من النفاق الاجتماعي) تسمح لي ولك وللجميع بأن يكتب ولكن بصورة حضارية لا تمس شخص إنسان، نعلم أن (ظهره قوي) وإن الكتابة فيه وتجريح شخصه لمجرد التجريح لا يؤثر فيه فالـ......... والقافلة تسير، وهذا ما يقال بصراحة في الواقع رغم طعم الحلاوة التي يشعر بها صاحب المقال لفترة بسيطة، ويعاود طعم المرارة تسكن حلقه!.. فلنكن واقعيين وصريحين مع أنفسنا أولاً ومع الذي يقرأ لنا ونفكر باسئلة أتحدى أن يلقى لها أحد من (راغبي الشهرة) إجابات شافية لها، وهي.. من المتبجح الذي يمكن أن يأتي ويقسم بأن مقاله هز كرسي وزير، أو مدير وإنه تعاظم بقوته فأطار رأس مسؤول من منصبه؟!!.. يمكن أن يعجب القارئ ما يكتبه لكن السؤال السريع الذي يعقب الإعجاب هو (وإيش الفايدة عقب شلي بيصير؟..طبعاً ولا شي )!!..بل إن المسؤولين يعتبرون ما قيل تهويشاً، وعيار يطيش في الهواء يريد صاحبه أن يزاحم باسمه جيش الأقلام التي لدينا والتي لا يمكن لأحد أن يميز بينها قلماً ينتقد للإفادة وليس للإبادة، وكأنه مبيد لما يظنه يطير بالهواء ويضر بالصحة دون أن ينتبه لنفسه، وإنه بالفعل ميكروب وجب اتخاذ اللقاح اللازم له!!.. اعذروني!. فاصلة أخيرة: ليس عندي شيء أقوله.. فلست ممن يسدون فراغاً لمجرد التعبئة!!