15 سبتمبر 2025
تسجيلرحل عبيد جمعة، غادر دنيانا فجأة دون أي مقدمات، ودع محبيه وأصدقاءه ومتابعيه دون أن يودعوه، لقي وجه ربه وهو يستعد لأداء صلاة الفجر. هكذا جاء خبر الوفاة الذي أزعج كل أهل قطر في الصباح الباكر أمس، خاصة وأن فقيد الرياضة القطرية لم يكن يشتكي من أي عارض صحي أو إرهاق في الفترة الأخيرة بل كان قبل الوفاة بأقل من 12 ساعة متواجدا في الاستوديو التحليلي لمباراة الدحيل والعربي يؤدي مهام عمله على أكمل وجه ولكن هذه مشيئة الله وإرادته ولا اعتراض على حكم الله -عز وجل- وقدره. رحلت يا بوسعود وتركت غصة وألما كبيرا عند كل شخص عرفك وتعامل معك عن قرب، كنت الصديق وكنت الأخ وكنت الناصح وكنت الجميل بخلقك وتاريخك، فمن شاهد الصدمة والوجوم والدهشة على وجوه كل من حضر المقبرة أمس لإلقاء النظرة الأخيرة ووداعك والصلاة عليك سيعرف حجم الحزن والفاجعة التي استيقظ عليها أهل قطر صباح أمس. عبيد جمعة لم يكن مجرد لاعب أو مدرب حقق مجموعة من الإنجازات لناديه ومنتخب بلاده ولم يكن محللاً ناجحاً فقط، ولكنه كان إنساناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يمتلك قلباً كبيراً متسامحاً ومحباً لكل من حوله يبادر بالابتسامة الصافية وضحكته المعهودة وبالترحاب الكبير عندما تلتقيه، يحب المرح دون أن يجرح ويحترم الصغير والكبير والغني والفقير، يقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، عبيد أو بوسعود مثلما كنا نناديه كان (واصل وراعي واجب) فمهما كانت ظروفه الخاصة ففي الأعراس تجده من أوائل المتواجدين لتقديم واجب التهنئة وفي الأحزان يحضر ويقدم واجب العزاء، وإذا كان المتوفى من الأصدقاء تجده متواجداً خلال أيام العزاء كلها، هذا هو الإنسان الذي فقدناه، أما على المستوى الكروي فسيرته وإنجازاته تعدتا المستوى الإقليمي لتصل للقارة الآسيوية وليس أدل على ذلك من نعي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للفقيد وذكر إنجازاته الكروية فهو أول مدرب عربي يقود فريقه لبطولة الأندية الآسيوية وهو أول كابتن لنادي السد يقوده للفوز بكأس سيدي سمو الأمير، وكان ذلك موسم 74/75 ولم يتجاوز عمره وقتها 22 عاماً وهو أول لاعب يقيم له نادي السد مباراة اعتزال، وكان ذلك عندما استضاف الأهلي السعودي عام 1979. ومسيرته كلاعب مع منتخبنا الوطني شارك في اسياد 78 ببانكوك وأسندت له شارة القيادة في بعض مباريات تصفيات آسيا عام 75 ببغداد وشارك في تحقيق برونزية خليجي 4 بالدوحة، ويذكر التاريخ أن عبيد جمعة لم يتكبر على ناديه أو يأخذه الغرور بعد فوزه ببطولة الأندية الآسيوية بل وافق على العمل في أي منصب أو تحت أي مسمى في النادي لخدمة الكيان فلم تشغله المناصب أو المسميات ولم يكترث لها نهائياً، ولكن خدمة ناديه ووطنه كانت همه الاساسي وليس أدل على كلامي من أنه وافق على العمل مساعداً لبيلاتشي وكان أحد عوامل النجاح في الفوز بلقب بطولة الأندية العربية عام 2001 ويذكر أنه عمل مساعداً للكابتن دينو ساني مدرب منتخبنا في تصفيات مونديال 90 وفاز بمركز الوصيف في خليجي 10 بالكويت هذا بخلاف أنه مساعد لجمال حاجي في تصفيات مونديال 98. هذا غيض من فيض في مشواره الكروي وفي إنجازاته مع ناديه السد. بوسعود... هناك العديد من الرسائل على حساباتي الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وانستجرام وسناب شات) ومن مختلف الأقطار العربية كلها تنعاك وتترحم عليك وتذكر مآثرك وأخلاقك وتواضعك. بوسعود.. من الصعب أن ننساك أو ننسى السنوات الطويلة برفقتك سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المهني، من الصعب نسيان ابتسامك الدائمة وقفشاتك الجميلة. بوسعود.. كيف أستطيع أن أتخيل جدول محللي الاستوديوهات التحليلية دون اسمك أو تمر جولة دون ظهورك على الشاشة . بوسعود.. كنت دائماً وأنا ذاهب لأحد المجمعات التجارية أتوقع مشاهدتك وأنت جالس مع بعض الأصدقاء ورفقاء الدرب وعلى رأسهم الكابتن عيد مبارك ولكني في المرة القادمة لن التفت إلى يميني أو يساري لأنك لن تكون موجوداً بينهم. بوسعود.. سيفتقدك أبناؤك وأصدقاؤك وسيفتقدك (مايك) قناة الكاس وسيفتقدك برنامج المجلس وستفتقدك ملاعب قطر وبطولاتها والتي أثريتها بتحليلك. بوسعود... ستبقى في قلوبنا وستكون إنجازاتك حاضرة رغم رحيل جسدك فعليك رحمة الله ومغفرته. قبل النهاية.. «إنا لله وإنا إليه راجعون»