12 سبتمبر 2025
تسجيلزوجان من بوسنيا كانا يستخدمان غرف الدردشة في الانترنت، كل على حدة، وتبادلا الإعجاب ثم تحول الإعجاب إلى غزل، وكل ذلك بأسماء مستعارة طبعا، وبلغ من حبهما المتبادل ان قررا اللقاء لبحث الزواج: زوجان يتغازلان عبر الانترنت وكل منهما يحسب انه وجد البديل في الشخصية التي رمتها الأقدار في طريقه في غرف الدردشة. والتقيا، واتفقا فور اللقاء على التوجه إلى المحكمة للطلاق، ليس فقط لأنهما أدركا انهما كانا يسعيان، كل بطريقته الخاصة للحصول على شريك حياة بديل، ولكن لأنهما تذكرا كيف كذبا على بعضهما البعض خلال الدردشة بالإنترنت، ورسم كل منهما لنفسه صورة الملاك! ولعل في هذا درس للذين يقعون في شباك الغرام بأطراف مجهولة بعد تلقي كلام معسول خلال السوالف بالإنترنت. وقع بريطاني في غرام أمريكية عبر الانترنت، واتفقا على الزواج، وقطعت الأمريكانية المحيط الأطلسي، واكتشفت بعد أسبوع واحد من الزواج ان حبيبها البريطاني الالكتروني، لا يشبه الوحش الذي تزوجت به، فعادت إلى بلادها وهي تقول: العوض على الله في تذاكر الطيارة.. وقبل نحو عام مر زوجان أردنيان بنفس ما مر به الزوجان البوسنيان: سوالف عبر الانترنت مع بعضهما البعض بأسماء مستعارة، وطبعا الإنسان لا يقصر في حق نفسه، فرسم كل منهما في مخيلة الآخر صورة لنفسه: جمال إيه وأخلاق إيه والعتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو؛ ثم قررا اللقاء لإطفاء نيران الغرام بالنظر والملامسة: أوكي نلتقي في كافتيريا ستار باكس.. أكون لابس جاكيت رمادي وشيرت احمر وشوز ايطالية سوداء برباط. هي: أنا حأكون ببلوزة تركواز وتنورة (سكيرت) أوف وايت وكندرة سوداء إيطالية والتقيا في الكافتيريا وتعرف كل منهما على الآخر بإلقاء نظرة سريعة على الملابس، وانهال الرجل على زوجته شتما وضربا: يا خاينة يا غشاشة.. روحي انتي طالق بالثلاثة (طبعا حاشا للزوج ان يوصم بالغش والخيانة)!! في سبعينيات القرن الماضي كان إجراء مكالمة هاتفية ناجحة في السودان، يستوجب ذبح خروف احتفالا بالحدث السعيد، وكان لدينا في إدارة التلفزيون التعليمي تلفون يرن مرة كل 3 أشهر، وتكون «النمرة غلط» على الدوام، أما إذا استخدمته للاتصال بأي جهة فإن الرد الذي يأتيك المرة تلو الأخرى هو: ألو معاك سجن كوبر العمومي.. فتصيح عمى يعميك إن شاللا؛ (شاء الله).. ماذا تفعل بتلفون مشبوك يوما تلو الآخر مع أكبر سجن في البلاد؟ وحكى لي زميل دراسة كيف انه حاول الاتصال من هاتف مكتبه بمصلحة حكومية، فجاءه صوت نسائي يقطر شهدا وكانت صاحبة الصوت فايقة ورايقة، فدخلت مع صاحبنا في حديث طويل انتهى بالتواعد على اللقاء أمام صيدلية في الخرطوم بحري، وقاما بتبادل مواصفات الملابس والشكل العام، وأخفى صاحبي عن الحبيبة الموعودة أنه «مشلخ» (أي عليه الفصادات التي في وجوه بعض السودانيين) كي لا تتملص من اللقاء، وذهب إلى مكان اللقاء بتاكسي، وبعد قليل رأى أنثى تتدحرج ناحيته، سأتركه يكمل الحكاية: أنا كنت مشلخة 111 ولكنها كانت مشلخة مربعات .. بالطول والعرض وكان وزنها نحو 115 كيلوغراما «مربعا»، وكنتُ مقارنة بها في ملاحة سعاد حسني.. فتحركت بأسرع ما أمكنني في الاتجاه المعاكس.. فإذا بها تنادي اسمي بصوت راعد زاعق، جعلني أديها «ضهري» واركض طلبا للسلامة، ولولا أن بها حمولة زائدة من الشحوم واللحوم للحقت بي وكنت في عداد الهالكين. ومن محاسن تلك التجربة أنني شرعت في الزواج بالطريقة البلدية، إذ طلبت من اهلي اختيار زوجة لي تكون ذات لياقة بدنية عالية لتقف إلى جانبي في حال تعرضي لتحرش من تلك التي هربت منها من أمام صيدلية في الخرطوم بحري.