16 سبتمبر 2025

تسجيل

د. الكواري رجل الفرصة العربية لليونسكو أجهضها العرب

06 نوفمبر 2017

ما أكثر حماقات بعض العرب حين نعدها فقد أصبحت لا تحصى في عالم يتميز بتكتل أممه و نحن نتفرق كأنما ندشن عصر الطوائف الذي أضاع الأندلس و يكاد يضيع فلسطين. كان د.حمد عبد العزيز الكواري على وشك نيل المنصب الدولي الأهم لا من أجل عيون دولته قطر و لكن في سبيل خدمة الثقافة العربية التي يستهدفها أعداؤها. كان أبو تميم بما نعرفه عنه من أخلاق و سعة اطلاع يستعد بمشروعه الحضاري الشامل أن ينهض بالمنظمة و لكن بعض العرب خضعوا لإملاءات مشبوهة فأجهضوا نجاح الرجل و أساؤوا للثقافة العربية و أضروا بالحضور العربي في العالم.عرفت الوزير و الأكاديمي الزميل و المثقف الشامل و المفكر المتفتح و رجل الإنجاز د. حمد عبد العزيز الكواري منذ عقود حين كان يشغل منصب سفير دولته قطر في باريس ثم عرفته وزيرا للثقافة و الإعلام يرفع راية التحالف بين الحضارات قبل أن يعرف العالم هذا المصطلح و يعمل بكد و جهد صادقين من أجل تعريف العالم بالثقافة العربية و الإسلامية و ما تحتويه تلك الثقافة من كنوز العلوم و الأدب و الفنون ثم عشت في الدوحة تلك السنوات الطوال الحبلى بالأحداث و عرفت كيف تعامل الزميل الفاضل أبو تميم مع قرار إلغاء وزارة الإعلام حين قام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله بتحرير الإعلام من كل القيود و بوأ الكلمة الحرة و الصوت الأمين منزلة عليا مع إنشاء قناة الجزيرة حرة مستقلة تؤمن بالرأي و الرأي الأخر. فتحمس الوزير د.حمد الكواري لذلك القرار و كان أول مجسدي قرار القيادة آنذاك ثم عرفت المثقف العربي العالمي الذي نسمع صوته في المؤتمرات و الملتقيات داخل و خارج قطر يجمع بين حسه الدبلوماسي و قدرته السياسية و رؤيته الثقافية و يؤكد بهذا الرصيد من المواهب و التجارب و الخبرات على أنه رجل المهمات الصعبة بفضل الجسور الثقافية بين الأمم و الحضارات إلى جانب تواضع جم و صدق في جمع المعرفة و متابعة التطورات السريعة للتكنولوجيات العلمية و الثقافية و التربوية و حين أعلن ترشحه لإدارة اليونسكو المنظمة الأممية للثقافة و التربية و العلوم كنت مع آلاف الأكايميين و المربين و المثقفين و الدبلومسيين أشد الناس تحمسا حتى يسعى الرجل بالمنظمة العالمية نحو العلا و نحو تحقيق ما ينص عليه ميثاقها من غايات نبيلة و أهداف سامية تتلاءم مع تطورات العصر و تغيرات المجتمعات و نحن نتوغل في القرن الحادي و العشرين و نبحث عن سبل السلام بواسطة الثقافة و العلوم و التربية. فالدكتور حمد هو رجل الساعة و الفرصة الذهبية المتاحة لأكبر منظمة أممية حتى تؤدي دورها في تأسيس مجتمعات و شعوب متحالفة لا متناحرة و متجانسة لا متنافرة و متصالحة لا متصارعة وهذا ما ألح عليه أبو تميم منذ إعلان ترشحه بتقديم مجموعة من التصورات المستقبلية لعمل اليونسكو بتجديد أدواتها و إثراء مخزونها و تنويع مشاريعها لصالح كل شعوب الدنيا مهما اختلفت أديانها و لغاتها و حضاراتها فالذي يجمع الأمم في نظر د.حمد هو أكثر و أكبر مما يفرقها لأنه يؤمن أن الإنسان مهما كان و أينما كان هو الحامل لأمانة المصير المشترك و لهذا تسلح د.حمد برصيد ضخم من التفتح و الاعتدال و روح التحدي للصعاب عرضه في كتابه القيم (المجلس العالمي) الصادر في باريس عن مؤسسة (أوديل جاكوب للنشر) منذ شهور و الذي لقي ترحيبا و تقديما في أوساط الثقافة و الجامعات الفرنسية و الأوروبية حين صدوره. و من المؤسف و الإسفاف أن نسمع من بعض الإعلاميين القلائل في مصر أو في بعض دول الحصار ما يروجونه من أكاذيب لا تنطلي على أي عربي عاقل عوض ما كنا ننتظره من تأييد للمرشح القطري بكونه مرشح العرب و ما سمعناه من أباطيل سخيفة تفوه بها أحد الأدعياء المعروفين في محطة تلفزيونية مصرية حيث أشاد بنابليون !!! بينما لو قرأ هذا الجاهل تاريخ بلاده مصر لأدرك أن نابليون الفرنسي هو الذي قاد الحملة الإستعمارية على مصر و الشام سنة 1798 وهو الذي قتل علماء الأزهر حينما ثاروا في القاهرة يوم 22 أكتوبر 1800 وهو الذي دنس الأزهر الشريف تحت حوافر خيول جيشه حتى قتل القائد الاستعماري الجنرال كليبير على يد الثائر الشهيد سليمان الحلبي و انتهت الحملة بهزيمة الاستعمار إلى درجة أن آخر قادتها الحنرال (مينو) اعتنق الإسلام و عاش في مصر (فاقرأ تاريخ الجبرتي لتتعلم التاريخ)إننا نؤمن أن الأمة العربية الإسلامية هي التي ترشحت لإدارة اليونسكو وهي الحضارة العريقة التي أثرت و عززت الثقافة العالمية بفضل رجالاتها و مبدعيها و كان يمكن لو لا الردة العربية أن يكون أبو تميم حلقة إضافية نيرة تزين سلسلة تواصل الحضارات و إشعاع الثقافات و استمرار الأمن الثقافي و السلام الدولي في كنف عالم متطور حي يحتاج إلى رجال أكفاء مخلصين واعين من معدن د.حمد عبد العزيز الكواري.