16 سبتمبر 2025
تسجيلاللغة العربية التي اصطفاها الله تعالى لتكون اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، والتي تقام بها الشعائر الدينية الإسلامية، وكذلك شعائربعض الطوائف المسيحية العربية، هذه اللغة المقدسة لاتضاهيها في قدسيتها أي لغة أخرى.وليست عظمة اللغة العربية تكمن في كونها لغة مقدسة فقط، فاللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، حيث يحوي معجم لسان العرب لابن منظور أكثر من 80 ألف كلمة علماً بأنه وضعه في القرن الثالث عشر، بينما اللغة الانجليزية وفقاً لقاموس صموئيل جونسون، الذي وضعه في القرن الثامن عشر، يحتوي على 42 ألف كلمة فقط.كما تتميز اللغة العربية بعلوم ترتبط بها وتتميز بثرائها وجزالتها مثل علم النحو الذييبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب وأساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها، كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع.وكذلك علم البلاغة التي هي إحدى معجزات اللغة العربية، وهي كما عرّفها المعجم الوسيط حسن البيان وقوة التأثير.كما تتميز اللغة العربية بعلم العروض والقوافي، وهو العلم الذي يبحث الأوزان المعتبرة أو ميزان الشعر الذي به يعرف به مكسوره من موزونه، أي ميزان الشعر أو موسيقى الشعر.ويعد الشعر العربي القديم منه والوسيط وحتى بعض الحديث من أهم مفاخر العربية والذي وُصف بأنه ديوان العرب وخزانة حكمتها ومستنبط آدابها ومستودع علوم العربية.ولم يكن حافظ إبراهيم مبالغًا في بيان صفات اللغة العربية ومزاياها في قصيدته الخالدة في الدفاع عن اللغة العربية حين يقول على لسانها:أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتيفاللغة العربية التي تُعقد بين فينةٍ وأخرى ندوات واجتماعات لمناقشة سبل الحفاظ عليها والترويج لها بين أبنائها الذين عافوها وتركوها، هذه الندوات التي توحي للمتابع انها تدور حول كائن معرض للانقراض والمطلوب حمايته بوضعه في محميات أسوة بحيوانات لم تكيف نفسها مع متغيرات البيئة فانقرضت أو على وشك.استعادة اللغة العربية مكانتها بين أبنائها، لا يمكن أن يتم وأبناؤها لا يعتقدون أن مستقبل أطفالهم سيكون مضموناً إلا بسواها من لغات أجنبية، وأهلها لا يؤمنون بأن الحديث بها والتحاور بمفرداتها يضمن لهم الوجاهة الاجتماعية المطلوبة، ويوفر لهم الوظائف المطلوبة التي تشترط كافة المؤسسات الحكومية والخاصة إتقانها كشرط أساسي للتوظيف.مأساة اللغة العربية في بلاد العرب أكبر من أن تحلها ندوات ومحاضرات تقام وسرعان ما تنفض، ليعود كل مشارك بها إلى عمله ويستخدم الإنجليزية أو الفرنسية وينسى ما نظّر له وتشدق به.