نادى المتقاعدين

ليس كل متقاعد مسنا كما أنه ليس كل مسن مريضا، ومن يقرر التقاعد أو يصل الى مرحلة التقاعد يكون قد اكتفى أو انقضى نشاطه فى فترة العمل وتبدأ عنده الرغبة بالتقاعد ليعيش مرحلة جديدة يحتاج فيها لتنظيم وقته وحياته اليومية.التقاعد برغبة الفرد لا يشكل مشكلة نفسية كبيرة. فالكثير من المتقاعدين قد ارتاحوا من عناء المسئولية، لكن ما يصاحب ذلك من تقدم فى السن وتراكم خبرات الحياة مع فقدان الكثير منها قد يلعب دورا فى نشوء حالة نفسية ما. ففقده لأشخاص كانوا يمثلون جزءًا كبيرا من حياته يؤدى لحالة من التوتر والعزلة لدى البعض، كذلك تقلص العلاقات الاجتماعية بعد التقاعد تجعله يشعر بعدم أهميته فى المجتمع بعدما كان الكثيرون يرتادون عليه ويتصلون به لمكانته الاجتماعية فينعكس سلبا فينطوى على نفسه. ولأن هذا الانسان المتقاعد الذى خدم لسنوات طوال يمر بمرحلة عمرية معينة لها ظروف معينة ويحتاج ليجتازها لاشهر أو سنوات كان لابد من التفكير واتخاذ التدابير الوقائية التى تعود بالخير على المتقاعد نفسيا واجتماعيا. فاختيار الوسائل لاستغلال الوقت هى أفضل وسيلة لتجنب الضغوطات النفسية. حتى يكيف ويتكيف مع وضعه التقاعدى المفاجئ أو الذى خطط له، سيحاول البعض القيام بأعمال لم يكن يقوم بها: كالتزود بالطاعات، والمشاركة فى الأعمال الخيرية للأجر، وقد يدخل فى عمل تجارى صغير، وقد يقوم ببعض المهام الأسرية التى تركها سابقا لانشغاله بالعمل. لكن سيبقى هناك أمر يود أن يفعله نظرا لوقت الفراغ الذى يبقى بعد أن ينجز بعض ما سبق ان كان من المحاولين قضاء وقت فراغهم.ان وجود نادٍ يرتاده المتقاعد يستفيد منه ويفيد، هو أمر فى غاية الأهمية فتتوسع رؤيته ويفيد آخرين من خبراته؛ لذا اقترح وجود نادٍ خاص يضم جميع المتقاعدين بالدوائر الحكومية والمؤسسات والهيئات، وكذلك رجال الأعمال وأصحاب المهن الحرة وكذلك الحرفيون الذين توقفوا عن مزاولة عملهم.الهدف من انشاء نادى المتقاعدين هو:1) تجميع وتنظيم جهود المتقاعدين وخبراتهم للاستفادة منها.2) قضاء أوقات فراغهم فى التسلية وابراز مواهب طاقاتهم وخبراتهم التى اكتسبوها خلال سنوات خدمتهم،3) تشجيعهم من أجل المحافظة على المواهب والقدرات والكفاءات العملية والفكرية والأدبية،4) تقديم كل سبل الراحة والهدوء والمتعة،5) توفير خدمات اجتماعية وعلاجية،6) توفير صندوق يهدف لمساعدة العضو الذى يصاب بعجز أو مرض ويحتاج للعلاج بالخارج،7) اكساب الأعضاء امتيازات كتخفيضات عند الشراء، وتخفيض فى أجور السفر للخارج،8) مشاركة المجتمع بالنوابغ وأهل الخبرة من المتقاعدين واشهار خبراتهم واقتراحاتهم ومحاضراتهم وندواتهم من خلال الاعلام،9) اقامة حفل سنوي لتكريم المتقاعدين الجدد المنضمين للنادي.ولأن النساء جزء لا يتجزأ من المجتمع فلابد أن يضم النادى قسما خاصا للنساء "نادى المتقاعدات"منفصلا عن الرجال، ويكون على مساحة أرض كبيرة قريبة من البحر فيحتوى على:1)صالة رياضية بمعدات رياضية تتناسب وأعمار المتقاعدين، وساحة "ممر"لممارسة رياضة المشى والجري، وSPA"" وبرك سباحة ومدربين، وعلى شاطئ مفتوح لمن يريد الاستجمام والجلوس والسباحة،2) قاعات للمحاضرات لأصحاب الخبرة من المتقاعدين الراغبين فى افادة غيرهم ببابين أحدهما لأعضاء النادى والآخر خاص لدخول الجمهور غير مدخل أعضاء النادي، مع التنسيق الاعلامى لنشرها فيستفيد منها فئات الشعب الذين لم يتسن لهم حضور المحاضرات والندوات والجلسات.3) عدة مقاه ومطاعم، 4) صالات أفراح خاصة لحفلات المتقاعدين لها باب خاص من خارج النادي،5) قاعة اجتماعات،6) مكتبة كبيرة بجلسات وعدد من الكمبيوترات،7) قاعة للجلوس مقسمة لمجموعات كبيرة/صغيرة تؤثث بكنب مريح وتلفاز وكوفى شوب صغير تطل على برك السباحة/البحر.8) قسم للخدمة الاجتماعية/الأسرية/التغذية بمشرفين واستشاريين ذوى خبرة،9) قسم علاجى استشاري،10) وعلى فندق واستراحات،11) سوبر ماركت كبير. وليُسمح لكل عضو متقاعد احضار شخص أو عدة أشخاص معه يحدد العدد وماهيتهم من قِبل ادارة النادي.همسة لمن يهمه الأمر:ان انشاء نادٍ للمتقاعدين خطوة لابد من التفكير بها جديا لخدمة الوطن والمواطن، وبهذا سيكفيهم المجتمع من التعرض لحالة نفسية جراء الفراغ بعد التقاعد وسيستفاد من خبراتهم السابقة فى بناء الوطن مع تمتعهم بنادٍ خاص بهم يقدم لهم خدمات متنوعة تشغل وقت فراغهم. فما رأيكم فى انشاء نادٍ للمتقاعدين!؟دمتم فى حفظ الله ورعايته