13 سبتمبر 2025
تسجيللا يستطيع الإنسان إسعاد نفسه بلا سكينة نفس، ولا سكينة نفس بلا اطمئنان القلب، فمما لا شك فيه أن كلا منا يبحث عن السعادة ويسعى إليها، فهي أمل كل إنسان ومنشود كل البشر، والتي بها يتحقق له الأمن النفسي، والسعادة التـي نقصدها هي السعادة الروحية الكاملة التـي تبعث الأمل والرضا وتثمر السكينة والاطمئنان وتحقق الأمن النفسي والروحي للإنسان، فيحيا سعيدا هانئا آمنا مطمئنا، فكل طفل يضاف إلى الأسرة لديه متطلباته الكثيرة، فهو يحتاج الحب والحنان ويحتاج الرعاية ويحتاج الاهتمام الزائد، والطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الإعاقة إذا كان لديه تأخر في النمو أو مرض طبي، لذا فإنه يحتاج إلى عناية خاصة أكثر من أقرانه، فالتمسك بهدي الدين والسير على منهج الإسلام وآدابه يعد من أهم وسائل العزة لهذه الأمة التي يجب أن تعود إليها عزتها وتستعيد هيبتها، فاللبنة وحدها ضعيفة مهما تكن متانتها وآلاف اللبنات المتفرقة والمتناثرة ضعيفة بتناثرها، فمن هدي ديننا الحنيف وقيمه أنه يحثنا على المساواة والعدل وعدم التفرقة بين الضعيف والقوي أو الفقير والغني أو الصحيح والمريض وجعل معيار التمييز بين البشر هو التقوى كما حث على رعايتهم والاهتمام بشؤونهم ودعا إلى الرفق بهم وعدم إرهاقهم بالطلب منهم ما يفوق قدراتهم فدمجهم هو إتاحة الفرص لهم للانخراط في نظام المجتمع كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص ويهدف إلى الدمج بشكل عام إلى مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة.فالدمج على أنه من أهم الوسائل وأنسبها لتقديم الخدمة لأكبر عدد ممكن من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يظن الأصحاء بأنهم ملكوا الدنيا يفعلون فيها ما يريدون، ولكن الله يمهل ولا يهمل، حتى يكون في ذلك عبرة لمن يخشى ونعلم أن دوام الحال من المحال، لذا فالعناية بذوي الاحتياجات الخاصة والقيام بأمرهم من فروض الكفاية على الأمة، إذا قام به بعضهم سقط الإثم عن الباقين وإذا لم يقم به أحد كان الجميع آثمين، فلقد بلغت رعاية الإسلام للمعوقين حدا بالغا من السمو والرفعة، وخير شاهد على عظمة التعامل مع ذوي الاحتياجات قصة الصحابي الجليل ابن أم مكتوم الذي نزلت من أجله الآيات الكريمة (عبس وتولى أن جاءه الأعمى)، حيث عاتب الله سبحانه وتعالى فيها نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أفضل خلقه والنموذج الفريد في الرحمة والتعاطف والإنسانية، ومنذ ذلك التاريخ وتقدير واحترام المعوقين توجه إسلامي وقيمة دينية كبرى حظي في ظلالها المعوقون بكل مساندة ودعم وتقدير، حتى وصل بعضهم إلى درجات كبيرة من العلم والمجد والنبوغ.