26 أكتوبر 2025
تسجيلليس من مدينة فلسطينية قادرة على تحفيز الفلسطينيين ضد الاحتلال اليهودي الإسرائيلي مثل القدس، هذه المدينة التي تضم في جنباتها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فهي المدينة التي تربط الأرض بالسماء، وهي المسرى والمعراج إلى السماوات العلى، مما يجعل منها "سرة الأرض" بلا منازع.تمثل القدس الهوية الحضارية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني كله، مسلمين ومسيحيين، وهي القاسم المشترك الذي لا يمكن لأي فلسطيني أن يتنازل عنه، باستثناء محمود عباس ميرزا طبعا، الذي قلل في أحد تصريحاته من القدس قائلا: الرسول ترك مكة، مما يعني "اتركونا من القدس نحن أيضا"، وهذه التصريحات مسجلة ومنشورة على اليوتيوب، وبعد قيام الإرهابيين اليهود باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك جنود الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني للمسجد الأقصى وباحاته وإطلاق النار فيه وحرق سجاده وقيام المستوطنين المتطرفين بالاعتداء على المصلين المسلمين في مسجدهم، وإغلاق سلطان الاحتلال للحرم الشريف ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه، طالب عباس ميرزا الأمين العام للأمم المتحدة بسرعة توفير الحماية للشعب الفلسطيني "قبل أن تخرج الأمور على السيطرة"، فقوات التنسيق الأمني التي يقودها قد لا تكون قادرة على لجم الغضب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما يضع "إسرائيل" في موقف صعب، وهذا ما لا يريده بالطبع رئيس سلطة رام الله، الذي قمعت قواته كل المظاهرات المعادية للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على المسجد الأقصى المبارك. ويحذر من أن "الجانب الإسرائيلي هو صاحب المصلحة في جر الأمور نحو دائرة العنف للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية"، وجاء التعبير الأوضح عن هذه الحالة من ألمانيا التي أعربت عن قلقها من خطر اندلاع "انتفاضة جديدة" وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر "ما ينتظرنا هنا ربما يكون أشبه بانتفاضة جديدة"،ردة الفعل الإسرائيلية جاءت عنيفة على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي قال إن إسرائيل "تخوض معركة حتى الموت ضد الإرهاب الفلسطيني"، وقرر زيادة التنكيل بالشعب الفلسطيني واتخاذ أشد الإجراءات ضده خاصة تسريع وتيرة هدم منازل المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين، وتوسيع دائرة الاعتقالات، خاصة الاعتقال الإداري من دون محاكمة، وفرض قيود على دخول الفلسطينيين إلى القدس والمسجد الأقصى، بل ووصل الأمر إلى التهديد باجتياح الضفة الغربية المحتلة، وقام بمحاصرة مدينة نابلس التابعة نظريا لسلطة عباس وإغلاق مداخلها، وفتحت قوات الاحتلال الصهيوني النار على الشباب الفلسطينيين من رماة الحجارة، بعد أن ذهبت بربرية الاحتلال الإسرائيلي اليهودي إلى درجة مواجهة رماة الحجارة بالرصاص الحي.كل العرب والمسلمين يتحملون المسؤولية عما يجري في القدس والمسجد الأقصى وكل فلسطين، بسبب تقاعسهم عن الانتفاض من أجل حماية مقدساتهم، وتتحمل سلطة عباس نفس القدر من المسؤولية لأنها تقمع "المقاومة الفلسطينية" التي تتصدى للاحتلال وممارساته، حتى لغة الخطاب التي يستخدمها عباس ومن خلفه سلطته البائسة، هي لغة متخاذلة مستجدية تخشى على "إسرائيل من العزلة والدخول في دوامة العنف"، رغم أن الإرهابي نتنياهو يعتبر أنه يخوض معركة حتى الموت ضد الشعب الفلسطيني.من غير المعقول استمرار أداء سلطة رام الله بهذا المستوى من الرداءة، وحتى كلمة رئيسها في الأمم المتحدة لم تكن أكثر من "قنبلة فارغة" عديمة القيمة والجدوى، وبائسة من حيث الطرح والمستوى.فالكيان الإسرائيلي مصر على تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى وتحويله إلى كنيس وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي، من أجل إحياء الأساطير التوراتية الخرافية، في الوقت الذي لا يزال فيه عباس ميرزا يبحث عن "سلام عادل وشامل" على قاعدة "اتفاقيات أوسلو" والمبادرة العربية وما يسمى قرارات "الشرعية الدولية".. وهو بحث عن الخرافات الأسطورية لاحتلال يهودي صهيوني إسرائيلي استعماري لا يرى فلسطين والقدس والمسجد الأقصى إلا جغرافيا يهودية لا وجود فيها للعرب والمسلمين أو الإسلام والمسيحية.