30 أكتوبر 2025

تسجيل

41 عاماً على انتصارات حرب أكتوبر وتوالي الهزائم الإسرائيلية

06 أكتوبر 2014

تمر اليوم (الاثنين) الذكرى الحادية والأربعون لانتصارات حرب أكتوبر 1973، الذي سقطت فيه (نظرية الأمن الإسرائيلية) التي أقامتها إسرائيل بالعنف تارة، وبالجبروت تارة أخرى، وهذا ما يعطي الدليل القاطع، أن إسرائيل، ليست بذلك العملاق الذي لا يقهر، بل إن ذلك التهويل على قوة إسرائيل، مجرد وهم هدفه الأساسي الحرب النفسية لعدم استعادة الحقوق العربية المشروعة، وهذا ما برز أيضا في الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أشهر مضت، والحرب على المقاومة اللبنانية في 2006 أيضا وخسرت إسرائيل في هذه الحروب. وأذكر أنني في ذلك اليوم الخالد 6 أكتوبر 1973م كنت مع أحد الأصدقاء لزيارة صديق في المستشفى، وعند عودتنا ذهبنا إلى إحدى البقالات التي كنا نرتادها في مدينة صلالة بشكل دائم ولمحت أحد الزملاء يدير جهاز الراديو بصورة مربكة وبأعصاب متوترة وعندما رآني قال لي وبنبرة يملؤها الحماس الشديد إنها الحرب الرابعة، لقد سمعت بعد ظهر اليوم خبراً عن قيام حرب بين العرب وإسرائيل وأن اليهود بدأوا بإطلاق النار على القوات المصرية في منطقة الزعفرانة وقد ردت القوات المصرية على قصف العدو الإسرائيلي، وأن الجبهة الشمالية في الجولان قد اشتعلت هي الأخرى ووقع الخبر عليّ وعلى زميلي كالصاعقة، شيء لا يصدق! مفاجأة مذهلة. وأسرعت إلى جهاز الراديو وأدرته إلى إذاعة القاهرة فإذا هي في تلك اللحظة تذيع نشرة أخبار الساعة الخامسة مساء وقرأ المذيع البلاغ الأول عن قيام الحرب والبلاغ الثاني أعلن فيه عبور القوات المصرية لقناة السويس ومن شدة الفرح صفق الحضور بتلقائية، فإذا بزميلي يعلق على الخبر بقوله إننا لا نصدق هذه البلاغات، لقد صدقنا بلاغات حرب 1967م فإذا بنا في نكسة لا يصدقها عقل وانفعلت في وجه زميلي بعبارات قاسية على كلماته التي لا يقصد بها في الحقيقة النيل من الإنجاز العربي في هذه الحرب، وإنما ردة الفعل لهزيمة 67، وبلاغات النصر الوهمية، وتوالت الأحداث بعد ذلك وتحقق الحلم الذي طالما راود الكثير وعبرت الجيوش العربية أكبر مانع مائي في التاريخ، رغم الضجة الإعلامية التي تنذر بالويل والثبور لمجرد التفكير باقتحام القناة وعبور خط بارليف والحرب النفسية لتفوق العدو وأسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر، في عام 1984 قمت مع بعض الزملاء، في فترة الدراسة الجامعية بمصر، بزيارة مدينة الإسماعيلية المصرية، لمشاهدة التحصينات والمواقع الضخمة التي أقامها الإسرائيليون بعد حرب 1967م، والساتر الترابي الضخم، أو ما يسمى بخط بارليف، نسبة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك حاييم بارليف، أو كما يسمونه في إسرائيل بخط المليار ليرة، بعد نصر أكتوبر العظيم في 1973م، وعندما تشاهد تلك التحصينات المذهلة والموانع الضخمة ترى فعلاً عظمة الجندي العربي المصري وشجاعته وتضحيته والإيمان العميق بالله وبنصره المبين. وعبرت الجيوش العربية أكبر مانع مائي في التاريخ رغم الضجة الإعلامية التي تنذر بالويل والثبور لمجرد التفكير باقتحام القناة وعبور خط بارليف والحرب النفسية لتفوق العدو وأسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر، لكن الإيمان بالله وبالنصر من عنده حقق المعجزة وعبر الجنود هذا المانع المائي الحصين ودوت كلمة الله أكبر الله أكبر، واستطاع الجندي العربي أن يثبت للعالم كله خرافة التفوق الإسرائيلي وأسطورة الجندي الذي لا يقهر، بل وقدرته على استيعاب أحدث التكنولوجيا العصرية في الأسلحة وغيرها. وعندما زرت على الطبيعة مع بعض الزملاء في الثمانينيات من القرن الماضي هذا الساتر الترابي الضخم تقف تقديرا لعظمة الجندي العربي المصري وإيمانه وإصراره على النصر بإذن الله تعالى، وفي عز الظهر، إنها مفخرة لأبنائنا وأجيالنا المقبلة لتحكي عن ذلك اليوم الذي لا ينسى وكيف فعل الأبطال وقاتلوا في أشرف المعارك وأشدها عنفا، دفاعا عن كرامة الأمة العربية والإسلامية. إن نصر السادس من أكتوبر سيظل علامة فارقة في حياة أمتنا العربية بين مرحلة ومرحلة، الفاصل بينهما أزمان في القدرة والمكانة والروح المعنوية. تحية وفاء للقادة الذين خططوا للعبور العظيم وللجنود الذين نفذوا وعبروا الخطوط المنيعة للعدو بأيمان واردة لمحو عار الهزيمة واسترجاع الكرامة، وكشفت هذه الحرب هذا الوهم العسكري الإسرائيلي الذي حاول أن يستر هذا الوهم بالقتل الجماعي للأبرياء، والتدمير العشوائي والخراب في كل حروبه مع العرب.. لكن هذه الأفعال زادت من ضعفه لا من قوته.. ولله في خلقه شؤون.