14 نوفمبر 2025

تسجيل

أين دولتنا يا شاليط

06 أكتوبر 2011

كالعادة.. وقف وقفته المعهودة ونظرة تتأرجح بين الحزم المصطنع والخوف الظاهر يرمق بها الحاضرين على أمل أن تصطاد كاميرات المراقبين رباطة جأشه التي غلف بها كلماته التي تصب حول (حقيقة الدولتين) فقد أصبح الحديث الآن عن قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب فلا وجود لدولة فلسطين الواحدة في مخيلة الرئيس..لا وجود أن تكون فلسطين للفلسطينيين فقط.. لا مجال لأن يغير الرئيس رأيه فهذا على ما يبدو انه حلم متوارث خلفه ياسر عرفات لسلفه المثابر محمود عباس الذي يحاول في كل مرة أن يقنعنا بجدوى السلام الذي شاب شعره ولم تتحقق جزئية منه ولم تدلنا خارطة الطريق إلى أول تقاطعاته ليجعلنا نؤمن حقيقة بأن الدعاية التي يسوقها الآن في وجوب قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية في محيط واحد هي دعاية لا تبحث عن الاستهلاك بقدر ما تؤكد صحة المعروض وواقعيته لنا.. ولا أدري إن كان يكفي أن نوجه الشكر الجزيل لحماس التي تؤكد في كل مرة أن الاعتراف بإسرائيل هو هراء ومحض خيال والرغبة المندفعة من قبل واشنطن لتحقيق هذا الحلم الذي يمكن أن يتحقق باعتراف الفصائل الفلسطينية لاسيما حماس هو أكبر دليل على ان حماس تمثل ثقلاً نوعياً في رسم مستقبل حوار السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.. واليوم يأتي محمود عباس وفي كلمات مرتعشة تحمل نوعاً من التهديد الباهت ليؤكد على الحكومة القادمة إن كانت ستبدأ مسيرتها داخل المنظومة الفلسطينية فيجب عليها أن تعترف بقيام دولتين وعملها يجب أن يسير في نفس المنوال فما يصح للفلسطينيين يجوز للإسرائيليين وما هو لفلسطين يجب أن تحصل عليه إسرائيل أولاً..وفي المقابل كان رد خالد مشعل ممثل المكتب السياسي لحماس واضحاً شافياً كافياً وافياً يطمئن قلوب الأحرار وآلاف من الأسر الفلسطينية الذين فقدوا أحباء وأبناء لهم وينتظرون أن يخفف أحد من الحكومة آلام قلوبهم المكلومة ليكون لا للاعتراف بدولة إسرائيل والسعي الفتحاوي المحموم لأن تسير حماس على نفس المنوال هو حلم السلطة الفلسطينية التي تجد في الرضوخ للأوامر الإسرائيلية والضغوط الأميركية السياسة الخاصة بها وتحاول أن تجبر الآخرين على الامتثال لها بغض النظر ما هي رغبات الشعب الذي يأبى الذل المرسوم على جبين السلطة بكل فخر!. من المستغرب حقاً أن يلقى أسر الجندي الإسرائيلي (شاليط) تلك الأهمية الكبرى التي تجعل حماس تطالب بمبادلته بألف أسير فلسطيني يقبع في السجون الإسرائيلية.. نعم لأن الإنسان لديهم ثروة لا تقدر بمال.. لأن المواطن الإسرائيلي أمانة لا يحق لأي قوة أجنبية أن تسلبه حريته وحياته بينما المواطن العربي قمامة لا يجب التفكير بها حين تـُرمى!!.. بأسير واحد فقط إسرائيلي يمكن لحماس أن تسترجع ألف أسير لأحضان عائلاتهم التي تنتظر إطلالتهم التي اشتاقوا لها كثيراً.. من حقهم أن يخافوا على أسيرهم الذي لربما يلقى المعاملة الطيبة على عكس آلاف الأسرى الفلسطينيين الذي لم نسمع محمود عباس يتكلم عنهم أو يناشد بهم الحكومة الإسرائيلية في مقابلاته المكوكية مع رؤسها الإرهابية.. لم نشاهده يوماً يقول إننا نعمل لأجل أسرانا الذين يجب أن نرسم لهم خططاً للعودة إلى أهاليهم.. هل سمعه أحد منكم يتكلم عن الذين تحتجزهم إسرائيل أسرى ويسأل حكومتها بأي حق تأسر السجون الإسرائيلية طفلاً في الثامنة من عمره أو فتاة في الثانية عشرة أو امرأة ربة بيت أو شيخ مقعد؟؟.. هل رآه أحد يغلف نظراته الحزم والشدة وهو يضرب بيديه المرتعشتين صدر الطاولة أمام أولمرت ويقول له أسرانا ولا كلام عن السلام دون أن يكون لأسرانا نصيب الأولوية في محادثاتنا القادمة؟؟..طبعاً لا يمكن لأحد أن يجزم بانه سمع الرئيس يقول ويطالب ويناشد لأن الذي يجب أن يكون بهذه القوة وذاك الحزم لا يمكن أن يكون محمود عباس أو غيره من الحاشية التي تلتف حوله وتسوّق لأفكاره السلطوية القائمة منذ البداية على أمان الدولة الإسرائيلية الذي سيلقي بظلاله على أمن الدولة الفلسطينية الحلم!.. ولهذا يجد الشعب الفلسطيني المكلوم الذي لم يكسره حجم ما يفقده من أرواح أبنائه وشبابه في حماس الكرامة التي لم تستطع إسرائيل بقوتها الحربية الجبارة أن تكسر شوكتها في قلوبهم أو أن تهز إيمانهم بمصداقية المقاومة وإن دولتهم لهم وحدهم وإن من عليها هم محتلون اغتصبوا الأرض واستباحوا العرض وامتلكوا الخيرات وأنشأوا دولتهم المزعومة وجعلوا من تل أبيب عاصمة لها!!.. وعليه فيجب أن يعلم أبو مازن ان الهراء الذي يحاول فرضه على حماس لا يمكن أن يكون البداية السليمة لحوار المصالحة بين الفصائل الذي تعقد تمائمه تحت وصاية عربية ضائعة تجد هي الأخرى في (تمطيط وإطالة) حوار التهدئة بين الفصائل هو تضامن غير معلن للرغبة الإسرائيلية التي يهمها في الواقع أن يظل الخلاف قائماً بين رؤس فلسطين حتى وإن أجهدتها المقاومة وتستنزف منها أموالاً وجهداً وجيشاً ولكن في فرقتهم النصر الخفي الذي لا تخفيه إسرائيل ما دامت ترى في السلطة الفلسطينية السلاح المعلن ضد حماس وباقي فصائل المقاومة.. لهذا دعوني أقول لأبي مازن: أتعبتني يا هذا!.. وبالعامية (زهقتني)!!.. تعبت من إيماءات الموافقة التي كسرت رقبة ياسر عرفات ونجد الاستنساخ البشع منها يقبع ما بين الفقرة الأولى والرابعة من رقبتك!.. نعم لقد تعبت وأعرف بانه لن يعني لك تعبي شيئاً فشعبك باسره لم يهزك تعبه وأنت تمكث بينهم فكيف بي وأنا التي ابتعد عنك بآلاف الكيلومترات؟؟ هل ترى تأثيرك إلى أي درجة ايها الرئيس المؤتمن؟؟!! لا تفرح كثيراً فحين تعرف شكل هذا التأثير سيصيبك الدوار وشعور بشيء "إمممممم" لا أدري ولكنه بالتأكيد يشبه كثيراً القرف!! فاصلة أخيرة: عباس وراء المتراس يقض منتبه حساس منذ سنين الفتح يلمع سيفه ويلمع شاربه أيضا منتظرا محتضنا دفه بلع السارق ضفة قلب عباس القرطاس ضرب الأخماس لأسداس بقيت ضفة لملم عباس ذخيرته والمتراس ومضى يصقل سيفه عبر اللص إليهو وحل ببيته أصبح ضيفه قدم عباس له القهوة ومضى يصقل سيفه صرخت زوجته: عبااااس ابناؤك قتلى عباس ضيفك راودني عباس قم أنقذني يا عباس عباس وراء المتراس منتبه لم يسمع شيئا زوجته تغتاب الناس صرخت زوجته عباس الضيف سيسرق نعجتنا عباس يقظ الإحساس قلب أوراق القرطاس ضرب الأخماس لأسداس أرسل برقية تهديد فلمن تصقل سيفك يا عباس؟ لوقت الشدة اصقل سيفك يا عباس!!!! "أحمد مطر"