17 سبتمبر 2025
تسجيلأقبل العام الدراسي الجديد هذه الأيام بعد إجازة صيفية طويلة تخلّلتها مواسم طاعاتٍ وأعيادٍ ومناسباتٍ كثيرة كانت فرصة جيدة للمرح والاستجمام والهدوء والاسترخاء للأسرة بأكملها، بدايةً من الآباء والأمهات وكذلك الأبناء والبنات، كانت الإجازة للجميع بمثابة الفاصل والاستراحة لاستعادة النشاط والحيوية والاستعداد لاستقبال العام الجديد بكل عزيمة وإصرار على مواصلة الجهد والمسيرة التعليمية الناجحة التي نطمح إليها جميعًا على مدار سنوات العمر. هذه المسيرة التعليمية تستعد لها الوزارات والهيئات التعليمية، وتوليها اهتمامًا بالغًا لتضمن التيسير على أولياء الأمور وأبنائهم وبناتهم. •رسالتنا إلى كل مسؤول في نظام التعليم: الحرصُ على التجديد والتطوير المستمر في منظومة التعليم، والاستفادةُ من التجارب العالمية الناجحة في تطوير المناهج، والاستعانةُ بالتكنولوجيا الحديثة، واختيارُ الأساليب الأكثر يُسرًا وسهولةً على الجميع، بدايةً من المعلم وحتى المتابعة الأسرية في المنزل، حثُّ الطلاب والطالبات على التميز والإبداع وإخراج الطاقات والأفكار الشبابية المبتكرة، وتنظيمُ المسابقات والفعاليات التي تحثهم على مزيد من الحماس والتفوق. •رسالتنا للمعلمين والمعلمات: إليكم أنتم أصحاب الرسالة العظيمة والمكانة الرفيعة، أنتم أساس كل تقدُّم وشركاء كل نجاح وأصحاب فضل على الجميع بعد فضل الله سبحانه. أبناؤنا وبناتنا أمانة لديكم، اغرسوا فيهم كل فضيلة وخلُق حسن، ننتظر منكم الدعمَ الكبير لكل متفوق في العام الماضي، والأخذَ بيد مَن تعثَّر في دراسته إلى التقدُّم واللحاق بزملائه، وإخراج كل طاقته لتحقيق هدفه والتعلم من أخطاء الماضي وتصحيحها والاستفادة من التجارب غير الموفقة. رسالة المعلم والمعلمة هي ميراث الأنبياء، فهم يحملون العلم ويعلمونه الطلابَ والطالباتِ، وكذلك ينبغي عليهم احتساب نية تعليم العلم ليكون لهم ذخرًا وأجرًا بعد عُمر مباركٍ ثم الانتقال إلى الدار الآخرة؛ فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ماتَ ابنُ آدم انقطعَ عمله إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» فقوله: «أو علم ينتفع به» هذا فيه فضل العلم ومَن علَّمه. والمعنى أن الإنسان إذا مات وخلَّف كتبًا أو تلاميذَ قد انتفعوا به؛ بقي له الأجر مستمرًّا في التلاميذ وتلاميذ التلاميذ الذين تعلَّموا، وفي الكتب التي ألفها، والمحاضرات والندوات التي أقامها وانتفع بها الناس يبقى له أجر ذلك كله. فهنيئًا لكم هذا الفضل الكبير. نسأل الله أن يوفقكم لما فيه صلاح أبنائنا وبناتنا جميعًا. •الرسالة المهمة للآباء والأمهات: أيها الآباء الأعزاء والأمهات الفضليات، لا يخفى علينا العبء الذي تتحملونه في تربية الأولاد وما تبذلونه من جهد وتعب في الحرص على تفوُّقهم ونجاحهم، هذا دأب الآباء والأمهات في كل زمان ومكان، حفظكم الله وأطال في أعماركم على طاعة الله وحسن العمل. وصيتي لكم: خففوا عن أنفسكم التوتر والقلق الدائم على مستقبل الأبناء مما يسبب ضغوطًا نفسية واجتماعية على الأسرة، وقد يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي للأبناء، اغرسوا فيهم التوكل على الله والاستعانة به في كل الصعاب، حثوا الأبناء على التأني والصبر في تحصيل العلم، وبذل كل الجهد المطلوب منهم، وأن يكون طموحهم عالياً في الدراسة وفِي كل خير، ثم ليتركوا النتائج لله تعالى فهو يُقدِّر لهم الخير، ودائمًا تكون ثمرة الاجتهاد النجاح والتفوق، فالله تعالى لا يُضيع أجر من أحسن عملا، وأكثروا من الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة والهداية والتوفيق والسداد. •رسالة إلى الأبناء والبنات: أنتم فلذات الأكباد، وسُكَّان القلوب، وعطر حياتنا وأريجها، في بداية عامٍ دراسي جديد ندعو لكم بكل جوارحنا أن يوفقكم المولى إلى كل خير، فأنتم الأمل القادم والمستقبل المشرق بإذن الله تعالى. ينبغي عليكم الشعور بالمسئولية، والسعي لتحقيق النجاح والتوفيق حتى تصلوا إلى أعلى الدرجات العلمية في كل المجالات؛ فتحظوا بالمكانة الطيبة المرموقة الفعالة في المجتمع؛ فتسعدوننا نحن الآباء والأمهات وتسعدوا الأوطان والمجتمعات ونفتخر بكم في كل المجالات من مجالات الخير والعطاء، واحتسبوا الأجر والمثوبة من الله في دراستكم بأنه عمل صالح وعلم ينتفع به، عَنْ أَبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ، يقولُ: "منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ". •أسأل الله تعالى أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، ويجعلهم قرة عين لنا وللوطن وللأمة، وأن يفتح عليهم فتوح العارفين ويرزقهم الصلاح والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة. •وفي الختام: أوجِّه الشكر المستحقَّ للقائمين على نظام التعليم والقائمين على العملية التعليمية، على تسخير كل جهودهم للارتقاء بمستوى التعليم وتطويره، فأنتم اجتهدتم قدر المستطاع والله نسأل أن يكتب لكم التوفيق والسداد في هذا الاجتهاد. بارك الله في جهودكم، ونفع بكم، ووفقكم لكل خير. وجعله الله عامًا مباركًا على الجميع.