13 سبتمبر 2025

تسجيل

غزالة تطلب مبارزة الحَجَّاج

06 سبتمبر 2014

كان شبيب بن يزيد الشيباني أحد الخوارج الذين حاربوا الدولة الأموية أيام عبدالملك بن مروان وعامله الحجاج بن يوسف الثقفي، وشبيب من فرسان الخوارج وشجعانها وكذلك زوجته غزالة التي نذرت أن تُصَلِّي في جامع الكوفة، فلما قدمت مع زوجها شبيب إلى الكوفة وسط حراس وفرسان بن أمية ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي ودخلت مع زوجها المسجد لتفي بنذرها، فلما صلَّت وقد أطالت في صلاتها ومع ذلك لم يجرؤ أحد من جنود بني أمية أن يقرب منها وزوجها لشهرتها بالشجاعة والإقدام في الحرب، فلما انتهت من صلاتها خرج بها زوجها شبيب بن يزيد أمام الجنود دون أن يتعرض لها أحد منهم لمهابته وشجاعته.. وكما قلت كانت غزالة هذه من أشجع الناس، تحارب بنفسها وتقاتل الأبطال بسيفها، ومما يذكر أنها في إحدى الحروب مع جنود بني أمية طلبت منازلة الحَجَّاج بن يوسف ولكنه خاف منها ولم ينازلها، لذلك عَلَّق الشاعر عمران بن حِطَّان معيراً الحَجَّاج قائلاً:أَسَدٌ عَليَّ وفي الحروبِ نَعَامَةٌفَتْخَاءُ تَنفِرُ من صَفير الصافِرِهَلاَّ بَرَزْتَ إلى غَزَالةَ في الوَغَىبل كان قَلبُكَ في جَنَاحَي طائرِ وليست غزالة فقط التي اشتهرت بالفروسية والشجاعة من نساء الخوارج، فهناك كحيلة وقطام وأم حكيم والبلجاء وحَمَّاده..أما زوجها شبيب بن يزيد الشيباني فيعتبر الأمير بالنسبة للخوارج كما قال شاعرهم عِتبان بن وَصيلة الشيباني مفاخراً وموجهاً كلامه إلى الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان:أَلا أَبْلغَ أَميرَ المؤمنينَ رسالةًوذو النُّصحِ لو يُرعَى إليهِ قريبُفإن يَكُ منكم كابن مَروانَ وابنِهِوعمروٌ ومنكم هاشمٌ وحَبيبُفَمِنَّا سُوَيْدٌ والبَطينُ وقَعْنَبٌومنّا أَميرُ المؤمنينَ شَبيبُ عُلَيَّه وسباعكان لعلية بنت المهدي وكيل يقال له سباع، فاكتشفت خيانته فصرفته من العمل وحبسته، فأتاها جيرانه فَعَرَّفوها جميل أخلاقه وكثرة صدقه وكتبوا بذلك رقعة فَوَقَّعت فيها:أَلا أَيُّهذا الراكبُ العِيسَ بَلغَنْسباعاً وقُل إنْ ضَمَّ داركُمُ السَّفْرُأَتَسلُبني مالي ولَو جاءَ سائلٌرَقَقْتَ لَهُ إنْ حَطَّهُ نَحوكَ الفَقْرُكَشافيةٍ المرضَ بفائِدةِ الزِّناتُؤَمِّلُ أَجراً حيث ليس لها أَجْرُ جميل يودع بثينة..قال جميل في إحدى قصائده يودع محبوبته بثينة:لَيْتَ شِعري إذا بُثينةُ بانَتْهل لنا بعد بينها من تَلاقِولقد قلتُ يومَ نادى الـمُناديمُستحِثاًّ برحلةٍ وانطلاقِلَيْتَ لي اليومَ يا بثينةُ منكُمُمَجلساً للوداعِ قبلَ الفِراقِوسلامتكم...