12 سبتمبر 2025

تسجيل

أمريكا اللاتينية تخدم العرب مجانا

06 سبتمبر 2014

دول أمريكا اللاتينية لها قدرة حيوية وفائقة على التمرد على أي شكل من أشكال العبث بقيمها التحررية، ولذلك لا غرابة في سلوكها السياسي الذي يرفض أدنى معطيات إمبريالية، وهي في الواقع لها مواقف تاريخية كثيرة وعميقة في التصدي للقوى الاستعمارية ما جعلها شوكة دائمة في الخاصرة التوسعية.بشكل عام كل الأجيال اللاتينية تنشأ على مبادئ وأعمال جيفارا وكاسترو وغيرهم من الأبطال الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة التاريخية، ووضعوا بصمتهم في مقاتلة الاستبداد بكل قوتهم، وامتد ذلك خارج الفضاء الأمريكي اللاتيني ليعم العالم، فسيرة هؤلاء يقرؤها الجميع ويتمثلها في أفكاره النضالية.دول أمريكا اللاتينية كانت لها مواقفها المشرفة والنبيلة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وهي دول عاقبت إسرائيل بقوة في وقت عجزت فيه الأمم المتحدة عن إصدار إدانة مقابل الجرائم الإنسانية المستمرة منذ النكبة وحتى يومنا المعاصر.ليس من مبرر لوقوف هذه الدول بجانب الحق العربي والفلسطيني سوى تلك الإنسانية وأفكارها القوية، وهي من أجل ما تؤمن به وبصحته ذهبت بعيدا في إدانة واستنكار جرائم الاحتلال الصهيوني واتبعت القول بالعمل، فقطعت علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية معها.ذلك عمل نبيل يدل على أن هذه الدول لا تخاف على نفسها أو حضورها في الساحة الدولية من عواقب ونتائج ما تفعله، فهي تمتد بفكرة التحرر بعيدا بحيث تقدمها للعالم أجمع، وذلك هو العالم الذي توقف عن أي تصرف رافض لما تفعله إسرائيل من جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية تتوافق تماما مع معايير المنظمات الدولية التي يفترض أن تبادر إلى فعل شيء لإيقاف هذا العبث الإنساني.دول أمريكا اللاتينية بلا استثناء تستحق منا أن نقف بجانبها لأنها نصرتنا حين خذلتنا القوى الدولية التي تسيطر على منظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ودون شك لا تريد تلك الدول مكسبا أو مغنما من هذا السلوك الإنساني الرائع والنبيل والشهم، وإنما هي تنتصر للإنسانية رغم أنه لا يجمعنا معها عرق كثير أو دين تعتقده وإنما الإنسانية فقط، فماذا لو طوّرنا الارتباطات بها لتكون أكثر قوة، من المؤكد أننا سنحصل على الكثير الذي يفيدنا في مجتمع دولي أصبح مرتهنا لقوى استعمارية لا تفكر إلا بمنطق القوة دون ارتكاز أخلاقي أو إنساني، وذلك ما يسمح لإسرائيل أن تمارس إرهاب الدولة والقتل والفتك ببني الإنسان دون رحمة ودون أن تخشى العواقب.